نظرة عامة :

يشعر معظمُنا بالسعادة لقدوم فصل الصيف، ولكن يجب أن نعي جيِّداً المخاطرَ الصحِّية التي تتربَّص بنا عندما ترتفع الحرارةُ كثيراً وتستمر لفترة طويلة….

عندَ قدوم موجة حر، ينبغي علينا الحرص على سلامتنا وتحذير من حولنا من أضرارها…

يعدُّ كلٌّ من الأطفال الصغار والمسنِّين، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من أمراض خطيرة…

الفئات الأكثر عرضة للمشاكل الصحِّية عند ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات عالية…

تأتي المشاكلُ القلبية والتنفُّسية في طليعة الأمراض التي تتأثَّر سلباً بالطقس الحار جداً…

يقول الدكتور غراهام بيكلر المسؤول في وكالة الصحة الوقائية: “هناك أدلَّة راسخة تشير إلى أنَّ موجات ارتفاع الحرارة خطيرة، وقد تؤدِّي إلى الوفاة”…

في شهر آب من سنة 2003، وصلت درجات الحرارة إلى معدَّلات قياسية في المملكة المتحدة، حيث بلغت 38 درجة مئوية خلال موجة الحر التي استمرَّت لتسعة أيَّام”…

“ارتفعت معدَّلاتُ الوفيات خلال موجة الحر بمعدَّل 2000 إلى 3000 وفاة في إنكلترا وحدها، وبمعدل 30000 وفاة في أوربا كلها”…

ماهي مشكله موجات الحراره

إن المخاطر الأساسية التي قد تنجم عن موجة الحرارة هي..

*فقدان السوائل…

*فرط الحرارة…
والذي قد يؤدِّي إلى سوء حالة الأعراض لدى مرضى القلب أو جهاز التنفُّس…

*الإنهاك الحراري…

*ضربة الشمس…

الاكثر عرضه للتاثير بموجات الحراره

يمكن أن تؤثِّرَ موجاتُ الحرارة في أيِّ شخص، ولكنَّ الأشخاصَ الأكثر تأثُّراً بدرجات الحرارة المرتفعة هم…

1-المتقدِّمون في السن، وخاصَّة الذين تجاوزوا الخامسة والسبعين من أعمارهم…

2-الرضَّع والأطفال الصغار…

3-المرضى الذين يعانون من حالات مزمنة، وخاصَّة المشاكل القلبية أو التنفُّسية…

4-المرضى المصابون بمشاكل حركية، مثل داء باركنسون، أو الذين تعرَّضوا للإصابة بسكتة دماغية…

5-المرضى المصابون بمشاكل نفسية خطيرة أو المختلين عقلياً…

6المرضى الذين يتناولون أنواعاً معيَّنة من الدواء، وخاصة الأدوية التي تؤثِّر في التعرُّق وضبط الحرارة في الجسم…

7-المدمنون على الكحول أو المخدِّرات…

8-الأشخاص الذين يقومون بنشاطات عضلية مجهدة، مثل العمَّال أو الرياضيين…

الانهاك الحراري

يحدث الإنهاكُ الحراريُّ عندما يعجز الجسم عن تبريد نفسه. وهو أكثر خُطورة من التشنُّج الحراري أو مغص الحرِّ…

يحصل الإنهاكُ الحراريُّ بسبب الحرارة الزائدة عندما يتعرَّق الشخص كثيراً دون تعويض الأملاح والسوائل المفقودة…

يُمكن أن يتطوَّر الإنهاكُ الحراريُّ على مدى عِدَّة أيَّام إذا كان الشخص لا يأكل جيِّداً…

ولا يعَوِّض بشكل كاف الأملاحَ والسوائل التي يفقدها في أثناء التعرُّق….

  • بعضُ أعراض الإنهاك الحراري…

1-معص العضلات أو التشنُّج العضلي…

2-حُمَّى تبلغ تِسعاً وثلاثين درجة مِئويَّة أو أكثر…

3-الغثيان أو التقيُّؤ…

4-الإسهال…

5-الوهن…

6-التعب…

7-الصُّداع…

8-الإغماء…

9-الشُّحوب…

10-تسرُّع النبض…

يجب أن ينتقل الشخصُ الذي لديه بعض أعراض الإنهاك الحراريِّ إلى مكان مُعتدل البرودة كي يرتاح، مع وضع قطعة قماش باردة نسبيَّاً على الجلد…

ويُمكن استعمالُ المِروحة أيضاً لتبريد جسم المريض. كما يجب إعطاءُ المريض مشروبات الرياضيين لتعويض الأملاح التي رُبَّما يكون جسمه قد فقدها بسبب التعرُّق ونقص التغذية…

قد لا يكون إعطاءُ المشروبات الرياضيَّة طريقة مُناسبة لمُعالجة الإنهاك الحراريِّ دائماً، ذلك أنَّ هذه المشروبات غنيَّة جدَّاً بالأملاح…

إذا كان الشخص يتناول طعاماً صِحيّاً وفق نظام يومي مُناسب، فإنَّه لا يحتاج إلى مشروبات تحتوي على كميَّات كبيرة من الأملاح…

ينبغي استشارةُ الطبيب إذا استمرَّت الأعراض بعدَ ساعة من الرَّاحة أو إذا ازدادت سوءاً…

وينبغي طلبُ الإسعاف فوراً إذا بلغت حرارة المريض أربعين درجة مٍئويَّة أو أكثر…

ويُمكن أن يتطوَّر الإنهاكُ الحراريُّ إلى ضربة الحَرارة إذا لم تجرِ مُعالجته…

إنَّ الأشخاص الذين يعملون في أماكن حارَّة، والمُسنِّين، والأشخاص الذين يُعانون من ارتفاع ضغط الدم، هم أكثر تعرُّضاً لخطر الإصابة بالإنهاك الحراريِّ من غيرهم…

ضربه الشمس

إنَّ ضربةَ الحرارة هي أكثر أنواع أمراض الحرارة خُطورة. تؤثِّر الحرارةُ في الجسم بكامله عند التعرُّض لضربة الحرارة…

ويُمكن أن تُشكِّل هذه الحالة خطورة على الحياة، وهي تحتاج إلى العناية الطبِّية العاجلة…

عندَ الإصابة بضربة الحرارة، يفقد الجسم قُدرتَه على تبريد نفسه بسرعة وكفاءة وتُصاب آلياتُ تنظيم الحرارة في الجسم بالخلل…

وهذا ما يؤدِّي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم بسرعة. ويُمكن أن تُؤدِّي ضربةُ الحرارة إلى الموت أو التسبُّب في أضرار دائمة لأعضاء هامَّة كالمخ إذا لم تُعالَج بالسُّرعة الكافية…

تختلف أعراضُ ضربة الحرارة بين شخص وآخَر، ولكنَّها قد تكون بشكل…

ارتفاع حرارة الجسم إلى تِسع وثلاثين درجة مِئويَّة أو أكثر…

*احمرار الجلد وجفافه بسبب عدم التعرُّق…

*تسرُّع ضربات القلب.

*صُداع.

*غَثَيان أو تقيُّؤ.

*دَوخة.

*تعب.

*اهتياج أو تشوُّش الذهن.

*فقدان الوعي.

يجب مُعالجةُ الشخص الذي يشكو من أعراض ضربة الحَرارة من قِبَل الطبيب، ولكن يجب البدء بتبريد المريض فوراً، وطلب الإسعاف على الرقم الخاص بالإسعاف…

ينبغي الحرصُ على وضع المريض بشكل مُريح في مكان مُعتدل البرودة ريثما تصل سيارةُ الإسعاف…

يُمكن تبريدُ المريض باستمرار بواسطة رشِّ الماء، واستخدام المِروحة، ووضع أكياس الثلج تحت الإبطَين وفي المنطقة الأُربيَّة، وتقديم السوائل للمريض إذا لم يفقد الوعي…

كُلَّما تأخَّرت المُعالجةُ كان حُدوث المُضاعفات، ورُبّما الموت، أكبر…

الوقايه

يُمكن تفادي الإصابة بأمراض الحرارة؛ فالحدُّ من الوقت الذي يقضيه الشخص في مكان حارٍّ عندما يكون الطقس حارَّاً ورطباً هو أكثر الإجراءات أهميَّة للوقاية من أمراض الحرارة…

كما ينبغي تجنُّبُ الأنشطة المُجهدة في الطقس الحارِّ إذا كان ذلك مُمكناً…

إذا كانت ظروفُ الشخص أو طبيعة عمله تفرض عليه البقاء في طقس حار، فإنَّ عليه أن يرتاح في مكان بارد بشكل مُتكرِّر، وأن يشرب كميَّات كافية من السوائل لتعويض ما يفقده جسمه بواسطة التعرُّق…

كما أنَّ المشروبات الرياضيَّة تعوِّض أيضاً الأملاح المفقودة بسبب التعرُّق…

يجب على الشخص أيضاً أن يشرب المزيدَ من السوائل المرطبة، مثل الماء أو المشروبات الرياضية، عندما يكون الطقس حاراً…

وإنَّ ذلك ضروريٌّ حتى إذا كان المرء لا يُمارس أيَّة أنشطة أو يقوم بعمل مُجهد…

أمَّا الكحولُ والشاي والقهوة والمشروبات الغازية فتُؤدي إلى فقدان المزيد من السوائل، وينبغي تجنُّبها…

يجب ارتداءُ الملابس الخفيفة ذات الألوان الفاتحة عند البقاء تحت أشعَّة الشمس؛ فالملابسُ الداكنة تمتص الحرارة، وسوف تجعل الجسم أكثر سخونة. لا تسمح الملابسُ المُحكمة الثقيلة للعرق بالتبخُّر عن الجلد ما لم تكن مصنوعةً من مُوادَّ تمتصُّ الرطوبة، كالألبسة المصنوعة من القطن…

ومن الأفضل ارتداء ملابس فضفاضة تسمح للعرق بالتبخُّر عن الجلد…

على المرء أن يمنح نفسه وقتاً كافياً للتأقلم مع الطقس الحار إذا لم يكن مُعتاداً عليه. وينبغي عليه الحدُّ من التعرُّض للحرارة حتى يستطيع جسمه تحمُّلها…

وقد يستغرق ذلك عِدَّة أسابيع، ولكنَّه يُمكن أن يُساعد على حماية الشخص من الإصابة بالأمراض المُتعلِّقة بالحرارة….

ينبغي عدمُ ترك أيِّ شخص في سيارة متوقِّفة عندما يكون الطقس في الخارج دافئاً…

إنَّ هذه الحالة هي من الأسباب المألوفة لوفيات الأطفال نتيجة الأمراض المُتعلِّقة بالحرارة. ولا يجوز تركُ طفل أو حيوان منزلي في سيَّارة مُتوقِّفة حتَّى وإن كانت في الظلّ وكانت نوافذها غير مُحكمة، فهي ليست آمنة في الطقس الحارِّ…

كما يجب أيضاً أن يكونَ الشخص على بيِّنة من عوامل الخطورة الموجودة لديه، وأن يكون أكثر حذراً إذا كان…

1-يعمل في بيئة حارَّة…

2-لا يستطيع تجنُّب الحرارة…

3-يتناول أدوية مُعيَّنة…

4-لديه حالة جسديَّة تزيد من خطورة حالته، مثل السِّمنة أو الحُمَّى أو الجفاف أو ضعف الدوران الدموي أو حُروق الشمس…

يجب أخذ أيِّ عرض من أعراض أمراض الحرارة على محمل الجدِّ، واتِّخاذ الإجراءات الضروريَّة بسرعة…

نصايح لمواجهه الطقس الحار

يمكن اتِّباعُ النصائح التالية من قبل أيِّ شخص بحاجة إلى المحافظة على برودة جسمه، وتقليل احتمال تعرُّضه لمشاكل صحِّية…

1-ينبغي إغلاقُ النوافذ وإسدال الستائر عندما تكون درجاتُ الحرارة مرتفعةً في الخارج…

2- يجب فتحُ النوافذ من أجل التهوية عندما تعتدل حرارةُ الطقس…

3-تجنُّب درجات الحرارة المرتفعة: ينبغي على من هم عُرضة للتأثُّر سلباً بدرجات الحرارة المرتفعة …

4-عدمُ التعرُّض لأشعَّة الشمس، والتزام المنزل بين الساعة العاشرة صباحاً والثالثة بعد الظهر…

5-يمكن المحافظةُ على برودة الغرفة عن طريق استخدام واقيات أو عاكسات شمسية يجري تركيبُها على الزجاج من الخارج..وإذا لم يكن هذا الخيار متاحاً، فيمكن استخدام ستائر ملوَّنة وإبقاؤها مسدلة (الستائر المعدنية والستائر القماشية العاتمة قد ترفع من درجة حرارة الغرفة)…

6- أخذُ حمَّام بارد أو تبليل الشخص لنفسه بالماء البارد…

7- تناولُ مشروبات باردة باستمرار، مثل الماء البارد وعصير الفواكه….

8- تجنُّبُ القهوة والشاي الحار…

9-الاطلاع المستمر على نشرات الأخبار من الإذاعة أو التلفاز…

10التأكُّد من مخزون المنزل من الحاجات الضرورية، كالغذاء والماء والأدوية الشخصية…

11-تحديد الغرفة الأكثر برودة في المنزل، وبالتالي الجلوس فيها عندَ الحاجة للمحافظة على برودة الجسم…

12-ارتداء ألبسة فضفاضة وباردة، وارتداء القبعة عندَ الحاجة إلى الخروج من المنزل…

13-الاطمئنان دورياً على الأقرباء والأصدقاء الذين قد يحتاجون إلى مساعدة في مثل تلك الظروف…