كيف تؤدي الحروب إلى نقص الغذاء في العالم؟

الصورة:
Majdi Fathi, NurPhoto via Getty Images

تنتج أوكرانيا وروسيا 30 بالمئة من قمح العالم، و12 بالمئة من سعراته الحرارية. بدون هذا القمح وتلك السعرات، سوف ترتفع الأسعار وينتج نقص عالمي قد يؤدي إلى انعدام الاستقرار في بعض مناطق العالم…

حقول شاسعة من القمح في منطقة “زاكارباتيا” الواقعة في غرب أوكرانيا…
يقترب موعد زرع البذور، فيما يستمر النزاع المسلح، لينذر بعواقب غذائية وخيمة. تستورد 26 دولة حول العالم أكثر من نصف احتياجاتها من القمح من روسيا وأوكرانيا، وذلك بحسب “عارف حسين”، رئيس القسم الاقتصادي في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. يقول حسين: “إذا لم تتوقف الحرب خلال الأسبوعين المقبلين، فسوف تسوء الأوضاع أكثر. لن يكون بإمكان أوكرانيا زرع الذرة. ولن يحصل القمح الشتوي المغروس على الأسمدة. وسوف يقل الحصاد بشكل ملحوظ. هذا خطر حقيقي. أوكرانيا بلد يبلغ تعداد سكانها 40 مليون نسمة، لكنها تنتج الغذاء لحوالى 400 مليون إنسان. هذا واقع العولمة. هذه الحرب تمسنا جميعًا”. ونتيجة لظروف الحرب هذه فقد ارتفعت أسعار القمح والذرة والصويا، إذ ارتفع سعر القمح مثلًا بواقع 60 بالمئة منذ فبراير الماضي. وقد تسببت أزمات غذائية مشابهة في الماضي في اندلاع أعمال شغب في مدغشقر وهايتي.

ولقد كانت أوكرانيا على مرّ تاريخها بمنزلة “سلة خبز أوروبا”. وأصبحت خلال العقد الماضي قوة زراعية كبرى لمعظم العالم النامي. إذ استثمرت في تحسين البذور والمعدات والهندسة الزراعية، ودخلت شركات عالمية على الخط لتنشئ بنية تحتية ومرافق لاستخلاص زيت البذور في موانئ البحر الأسود. وتضاعفت صادرات أوكرانيا منذ عام 2012. لذا تُعد اليوم ضمن أكبر خمسة مصدرين لمواد غذائية مهمة تشمل القمح وزيوت البذور.

تُخرن الآن نحو 13.5 مليون طن من القمح و16 مليون طن من الذرة من حصاد العام الماضي في المستودعات في روسيا وأوكرانيا بسبب الحرب أو العقوبات. وقد تغطي صادرات الهند وأستراليا بعض النقص العالمي، خصوصًا أنهما أنتجتا فائضًا العام الماضي. يقول “ديفيد لابوردي”، محلل أول لدى “معهد أبحاث سياسات الغذاء العالمية” في واشنطن، أننا قد نستطيع تغطية النقص الناتج الآن. لكن لن يكون بإمكان أي بلد تغطية ضياع الحصاد المقبل إن لم تتوقف الحرب.

المصدر / National Geographic Magazine


Posted

in

,

by

Tags: