المراهق وفن الأحتواء….

بقلم / أ. إينا الحياني

المراهق :

راهق بمعنى( قارب )

قارب من سن الرشد والتكليف

وهي مرحله الانتقال

بين مرحلتين مهمتين من الطفولة وعفويتها الى مرحلة الشباب والتكاليف
بحيث تنتقل الأنثى…

من طفلة الى إمرأة

وينتقل الذكر ….

من طفل الى رجل

 المراهقه بين ...الإحتياج والمخاوف..

لكل مرحله عمريه احتياجات ومخاوف،،،
واهم الإحتياجات للمراهق هي فهم الاساليب الصحيحه للتعامل مع المراهق في هذه المرحله بحتياجاتها ومخاوفها

المجتمعات الراقيه

تمر فيها المراهقه بوقت سريع من ستة اشهر الى سنه لأنها تتعامل مع المراهق تعامل
علمي وذكي

فتره المراهقة هي فترة موقتة …لا تستمر
فلماذا نرهق انفسنا والمراهقين من أبناءنا…

التغيرات في مرحلة المراهقه :

تغيرات جسديه -عقليه-سلوكيه – معرفيه -اجتماعيه -تغيرات في المشاعر حساسيه زائدة
هذه التغيرات تجعل المراهق يجد صعوبة في التوافق مع البيئه المحيطه …
بحيث يكون المراهق صاحب إنفعالات حادة وتوترات عنيفه يفتقد فيها القدره على الإتزان يعاني من إضطرابات نفسيه مثل ( الرغبه بالعزله والإنطواء والبعد عن الحياة الإجتماعية – الاكتئاب والأحباط والصداع )

وقد اثبتت بعض الدراسات والبحوث الامريكيه التى اجرتها على ٥٤ الف مراهق ولقد تم عرضهم على اخصائيين نفسيين

كانت النتائج كالتالي:

تدل على ان ٥٤ الف مراهق يعانون من بعض الاضطرابات باستثناء عدد قليل لا يتجاوز ٣% فقط …

المراهق ضميره حي

رغم كل التغيرات والاضطرابات الذي يمر بها المراهق …..إلا
ان المراهق ترافقه مشاعر التأنيب والإحساس بالذنب وقلبه صافي نقي …

يحب ان يحافظ على صورته ايجابيه امام الناس …
فالمراهق
يبحث عن ذاته…

تربية المراهق

تربية المراهق تتمثل بثلاثة أمور :
فن الإحتواء
الحب
الصبر

إعطاء المراهق مساحه لفهم التغير ..الحاصل لحياته

تربية المراهق

ليست بالسيطره ولا بفرض التغير عليه

بل اجعله من يقود التغير بمساعدة. وتوجيه غير مباشر …بالحوار اولأ ..الفرق بين الحوار والجوار ( نقطه )
فلابد من الأباء من مجاورة المراهق ليتحقق الحوار البناء

والمصاحبه ..والضحك واللعب والمناقشه .والاستفادة من الوسائل الحديثه بالتواصل الإجتماعي …..الخ

اهم مافي التربيه في هذه المرحله :
أن تفوز بحب المراهق
إذا احبك ولدك المراهق ..استمع اليك قلدك …فتح قلبه لك …وثق بك

السؤال الذي يفرض نفسه نحن نحتاج الى بعض الحزم بالتعامل مع بعض المراهقين ❓

نعم يمكننا استخدام الحزم التربوي العقلاني الذي تتمثل بالقوانين الأسريه الثابته التي تحمل المبادئ والقيم التي تسير على النحو الصحيح وفق المنهج الإسلامي والتربوي…

فمثلا :

نضع المشكله امام المراهق اجعله يطرح الحلول بنفسه والخطوات لحل المشكله .
.وساعده هنا يأتي دورك لتبين وتوضح له ما ينقصه من معلومات وخبرات مما يحمي فكر المراهق في أمر دينه ودنياه …
ويبعده عن الخلل الفكري الذي يؤذيه في كل أمور حياته ومستقبله ،،،

وهكذا تكون وصلت لأفضل طرق التربيه للمراهق ..
ولأننا وجهنا أبناءنا نحو مانريد والى الهدف الذي نرسمه لهم وتحقيق النجاح الذي نتمناه لهم ….

حياة المراهق كلها نشاط وحيوية وليس العكس

الأحتواء

هو التعامل الراقي الذي يحمل في طياته الحب والرحمه والدعم والإهتمام مع المتغيرات الذي يمر بها المراهق والسلوكيات والمواقف الذي تصدر من المراهق

والسير مع المراهق بنفس طويل ومرونه في كل خطواته واتجاهاته وجوانبه النفسيه والإجتماعيه…..الخ
الى ان يتجاوز هذه المرحله بنتائج ايجابيه
تولد شخصيه
قويه ..متزنه…صادقه…واثقه من نفسها…

والإستعاب الكامل….

بأنهم خلقوا لزمان غير
زماننا

لغة الإحتواء 

لغة الحب والمشاعر والأحاسيس المملؤه بالحب الغير مشروط
والحرص على
التواصل البصري والتعبيرات الوديه والإستماع الكامل

المراهق يحتاج أن يحس بالحب والأمان وانه يجلس مع اب وام رحماء ..محبين له ودودين ..في تعاملهم معه .

◽ آلية الإحتواء :

الحرية :

إعطاء المراهق الحريه الكامله في التعبير عن كل ما يدور في رأسه من افكار وتسأولات ومشكلات ..ومقترحات بدون الشعور بالخوف حتى وان اخطأ ولا… بالنقص بل يشعر بأنه شخصيه جديره بالإحترام ويشعر بنضوجه واستقلاليته والقدرة على اتخاذ القرار …شعوره بالإحترام ..يجعله يحترم من يقف امامه…

الحوار الذي يعطي المراهق حريته …يخرج منه المراهق بنتائج ايجابيه مرضيه له والوالدين …بحيث انه يكتسب المعارف والمعلومات والمهارات والقيم والمبادئ الذي تلزمه في حياته،،،
عن قناعه تامه

وهكذا تساعده على مواجهة ضغوط الحياة وعقباتها

فالمربي
يقنع ….ولا….يفرض

ولنا في رسول الله إسوة حسنه في التعامل مع الشباب الصغير المراهق …

عن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ قال: (إن فتى شابا أتى النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا!، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه، فقال: ادنه، فدنا منه قريبا، قال: فجلس، قال: أتحبه لأمك؟، قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال: أفتحبه لابنتك؟، قال: لا واللَّه، يا رسول اللَّه جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم، قال: أفتحبه لعمتك؟ قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم، قال أفتحبه لخالتك؟ قال: لا واللَّه جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم قال: فوضع يده عليه وقال: اللَّهمّ اغفر ذنبه وطهر قلبه، وحَصِّنْ فرْجَه، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء) رواه أحمد .

لنتأمل كيف الرسول صلى عليه وسلم أدار الحوار بهدوء …واستيعاب وفهم كامل لما يعانيه الشاب من تغيرات هرمونيه ..وقوة الغريزه الجنسيه ،،
مع لمسه حب صادقه تسحر القلوب تجعلهم يشعرون بفهمنا لهم ،
وهذا التعامل يفتح القلوب المغلقة وترشد العقول الشاردة وتحد من تمردها،،
وقد احتوى هذا الموقف على الأسلوب العاطفي في الدعوة والتربية من قِبَل النبي – صلى الله عليه وسلم – مع هذا الشاب، وظهر ذلك في: ( ادنه )، ( فدنا منه قريبا )، ( فجلس )، ( فوضع يده عليه )، ودعا له بقوله: ( اللَّهمّ اغفر ذنبه وطهر قلبه، وحصن فرجه )، ولا شك أن الحديث العاطفي في مواطن ومواقف كثيرة يكون مفتاحا مهما للإقناع .

◽ المدح والثناء عليه

المراهق يعشق من يمدحة ويقدرة ويحمل له الولاء والوفاء
لأنه في مرحلة البحث عن الذات
ويحب ان تكون له صورة ايجابيه يتميز بها ..

المراهق عندما يمدح يهدا غروره وعناده وتمرده …
لأنه يشعر بالحب الذي يطفي هذا كله …

ابرز نقاط القوه لديه امدحها وشجعها مثل : ان فخور بك
انا اثق بك
انت تسطيع،، اثق بقدراتك

امدحه على كل محاولاته للنجاح وان اخفق فيها ..شجعه على التكرار لأن التكرار مع المدح يصنع النجاح
استغل المواقف وامدحه امام الأهل والاصحاب
كان النبي صلى الله عليه وسلم يمدح اصحابه كل صاحبي بصفه مدح تخصه
مدح ابو ايوب الأشعري بجمال صوته وقال له لقد أوتيت مزمار من مزامير داود

احرص على الصدق في المدح …
ولا تمدحه في الأمور الخاطئه ووضح له مخاوفك …

للمدح ثمرة يانعه

حيث أن المدح يولد الثقه بالنفس الذي يحتاجها المراهق

ترفع معنوياته وتحسن من حالته النفسيه

تقوي نقاط القوه وتعالج نقاط الضعف

تطور مواهبه وتقودة نحو النجاح
والنجاح يولد النجاح

سؤال -لماذا المراهق يميل الى اصحابه❓

لأن الاصحاب تمدح دائما …
لتشبع هذه الحاجه من الأباء لا تجعل المراهق يبحث عنها بعيدأ ..
حتى لا تشبع هذه الحاجه بطريقه كاذبه
ووضح للمراهق اوجه الصدق والأمور التي قد تقلقك ..

بعيدا عن النقد

ابتعد عن الانتقادات …

لا احد يحب النقد مهما كان عمره لاسيما في مرحله تعد اخطر المراحل العمريه واصعبها

المراهق يكررررررره
من ينتقده ويقلل من قدراته حتى وان كان والديه
سوء بالعبارات المباشره انت فاشل …لا استطيع الاعتماد عليك . انت غبي وقد يكون ذكي جدا ..
او بالنظرات التى تحمل الإصغار والنقص
لا تهينه او تنقص قيمته امام الناس ..او تفضحه
لا تقارنه بأحد المقارنه جريمه بحق المراهق

الأب يبني ولا يهدم
الإنسان
بنيان الله تعالى
وملعون من
يهدم بنيان الله

المراهق إذا لم يشعر انه محترم عند والديه يفقد الإحترام لوالديه الاحترام تبادل عند المراهق …
يستمتع بتكسير الأومر يحب فرض رأيه …
عناد وانتقاما من الوالدين

الإنتقاد اكثر وسيله ~

تدمر الثقه بالنفس
وتحطم القدرات

تجعل العلاقه مع المراهق حرب نفسيه وعصبيه على المراهق والوالدين في نفس الوقت ..
حرب نتيجتها الإنسحاب والهروب من الأباء والامهات والأسره
قد يلجاء لرفقه سيئه ..مخدرات

الإعتراف بالخطاء

لابد ان يعترف الوالدين بخطأهم أول خطوه لإحتواء المراهق

والمحاوله الجاده في تصحيح المسار مع المراهق …
والصبر الطويل في التعامل مع المراهق
فالتربيه ٨٠ %

اسمع ابنك وابتعد عن النقد ..والصراخ والغضب والمقاطعه
النبي كان يستمع الي المنافق والكافر الى ان ينهي كلامه …

◽ الثقه بالنفس ..

الثقه بالنفس تستمد من الثقه بالله تعالى ..
حين يشعر الإنسان ان الله معه …يشعر بالقوه والأمان
لابد ان يعرف ويشرح الوالدين للأبناء اسماء الله الحسنى وصفاته

وأن من حق الأبناء من جلسات تدعم وتقوي ايمانهم …وتغذي أرواحهم فالارواح نفخت من روح لله لن يغذيها شيء سوء القرب من الله تعالى
كما ان الأجساد خلقت من تراب وغذائها من التراب …

ان يعتمد على القصص كقصص القران و الانبياء والصالحين كيف كان لهم من الله النصر والتأييد قصه موسى حين كان البحر من امامه وفرعون وجنوده من خلفه …وقال له قومه انا لمدركون
فكان رده بكل ثقه كلا أن ربي معي سيهدين

قصه النبي صلى الله عليه وسلم

«مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكرٍ بِاثنَينِ الله ثَالِثُهُمَا».

وقال موسي –

قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )

ملخص التربيه النفسيه

الإسلام بنيان اخلاقي ،،، قم بتربيته على الصدق واداء الأمانه ..وأتقان العمل وحسن الجوار …

علمه أن الإيمان هو الخلق ومن فاقو عليك بالخلق فاق عليك بالإيمان ..

قوة الشخصيه اهم اسبابها أن لا يخاف الا الله وأن ينتصر لنفسه وان يأخذ بحقه ويدافع عن نفسه ..
وان المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف ..

لست بالخب ولا الخب يخدعني
لست بالساذج ان اخدع ولست بالمكار الذي يخدع غيره

حينما كان عبد الله بن الزبير طفلًا في السادسة من عمره، كان يلعب مع الأطفال بالمدينة المنورة. فمر عليهم أمير المؤمنين عمر وهم يلعبون وعندما شاهدوه انطلق كل واحد منهم في اتجاه يختبئ، إلا طفلًا صغيرًا وقف ينظر إلى عمر بن الخطاب.
فوقف سيدنا عمر أمام الغلام وجثا على ركبتيه بكل تواضع لهذا الغلام الصغير، ثم قال له: يا بني، لماذا لم تنصرف مثلما انصرف باقي الأطفال؟ فقال له
الطفل البالغ من العمر ست سنوات: ( يا أمير المؤمنين ليست الطريق ضيقة حتى أوسعها لك، ولست جانيًا حتى أخاف منك ).

علمه العفو والإحسان ولكن متى يعفو

توجيه متوازن ،،،

ابعده عن الخوف والخجل المرضي الذي يضعفه
وازرع فيه الحياء من الله تعالى من أن يعصيه ..
الحياء من التطاول على من هو اكبر منه….

حمله المسؤليه عن نفسه وعن غيره نستغل المواقف والأعمال الحياتيه ونشركه فيها
بأعطائه جزء من المسؤليه فيها

تحمل المسؤليه مدرسه تربويه بحد ذاتها ..

المهم المسؤليه التي تتناسب في حدود قدراته ومراحله العمريه ..

نعلم أبناءنا اهميه العلم
وانه يصلح العقول والقلوب ..
وانه اول ايه في القران كانت

قوله تعالي اقرأ… سورة القلم تحث علي العلم والمعرفة…

علم ابنك كيف يتعلم ذاتيا وقف معه مع كثرة الصوارف والعقبات تحتاج الى عشرة اضعاف الجهد

قضيه المسلمون اليوم ان يكونوا أو لا يكونوا …

علم المدارس هو علم توظيف ..
وليس علم منهج حياة….


Posted

in

,

by

Tags: