? موت أشعب
كان أشعب يسكن في مدينة تعيش بها امرأة تصيب بالعين، في أحد الأيام مرض أشعب مرضاً شديد، فذهبت تلك المرأة لزيارته وكان أشعب على فراش الموت ويوصي ابتنه قائلاً لها: يا بنيتي اذا وافتني المنية اوصيك إلا تبكي علي وتقولين وااا أبتاه اندبك للصلاة والصيام والقرآن، فيكذبونك ويلعنونني.
ثم انتبه أشعب ونظر إلى جانبه فوجد تلك المرأة واقفة بالقرب منه، غطى وجهه وقال لها: استحلفك بالله إن كنت قد استحسنت بي شيئاً فاذكري الله وصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت المرأة: وماذا استحسن فيك يل أشعب وانت على فراش الموت؟ فقال أشعب: من الممكن أن تستحسني عليه سهولة الموت، فيشتد عليه، ضحك الحاضرون وخرجت المرأة وهي غاضبة من عند أشعب ومات على الفور.
? أشعب والتطفل
يحكي أن أشعب التطفلي مر على ناس يأكلون، فقال: السلام عليكم أيها اللئام!
فقالوا: لا والله بل كرام.
فقال أشعب: اللهم اجعلني كاذباً واجعلهم صادقين.
فجلس معهم وبدأ في الأكل وهو يقول: ماذا تأكلون؟!
فقالوا: سماً!
فقال أشعب: العيش بعدكم لا طعم له – هذا وهو لم يتوقف عن الأكل.
فقالوا: يا رجل أتعرف أحداً منا؟!
فقال أشعب: أعرف هذا، وأشار إلى الطعام..
? الأمام والأمير
كان أحد الأمراء يصلي خلف إمام يطيل في القراءة, فنهره الأمير أمام الناس, وقال له : لا تقرأ في الركعة الواحدة إلا بآية واحدة . فصلى بهم المغرب, وبعد أن قرأ الفاتحة قرأ قوله تعالى ( وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ), وبعد أن قرأ الفاتحة في الركعة الثانية قرأ قوله تعالى ( ربنا ءاتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيرا ) , فقال له الأمير يا هذا : طول ما شئت واقرأ ما شئت, غير هاتين الآيتين..
? انقاذ الحجاج
كان الحجاج بن يوسف الثقفي يستحم بالخليج العربي فأشرف على الغرق فأنقذه أحد المسلمين و عندما حمله إلى البر قال له الحجاج : أطلب ما تشاء فطلبك مجاب فقال الرجل : ومن أنت حتى تجيب لي أي طلب ؟ قال: أنا الحجاج الثقفى قال له : طلبي الوحيد أنني سألتك بالله أن لا تخبر أحداً أنني أنقذتك …
? النحوي والحمار
دخل أحد النحويين السوق ليشتري حمارا فقال للبائع : أريد حماراً لا بالصغير المحتقر ولا بالكبير المشتهر ،إن أقللت علفه صبر ، وإن أكثرت علفه شكر لا يدخل تحت البواري ولا يزاحم بي السواري ، إذا خلا في الطريق تدفق وإذا أكثر الزحام ترفق. فقال له البائع : دعني إذا مسخ الله القاضي حماراً بعته لك…
? طلّق خمساً في يوم
رُوي عن الأصمعي أنّه قال: قلت للرشيد يوماً: بلغني يا أمير المؤمنين أنّ رجلاً من العرب طلّق في يوم خمس نسوة، فقال: إنّما يجوز مُلك الرجل على أربعة نسوة، فكيف طلق خمساً؟؟ قلت: كان لرجل أربعة نسوة، فدخل عليهنّ يوماً فوجدهنّ متلاحيات متنازعات، وكان الرجل سيء الخلق، فقال: إلى متى هذا التنازع؟ ونظر إلى واحدة منهنّ وقال: ما أخال هذا الأمر إلا من قبلك، اذهبي فأنت طالق، فقالت له صاحبتها: عجِلتَ عليها بالطلاق، ولو أنت أدّبتها بغير ذلك لكنت حقيقاً، فقال لها: وأنتِ أيضاً طالق! فقالت له الثالثة: قبّحك الله، فوالله لقد كانتا لك من المحسنين، وعليك من المفضّلين، فقال وأنتِ أيتها المُعدّدة طالق أيضاً، فقالت له الرابعة: ضاق صدرك على أن تؤدب نساءك إلّا بالطلاق؟! فقال: وانتِ طالق أيضاً، وكان ذلك بمسمع جارة له، فأشرفت عليه وقد سمعت كلامه فقالت: والله ما شهدت العرب مثلك، أبيتَ إلأّ طلاق نسائك في ساعة واحدة!! فقال: وأنت أيّتها المؤنِّبة المتكلفة طالق إن أجاز ذلك زوجك!! فأجابه زوجها من الداخل: قد أجزت قد أجزت…
? بخل أبي الاسود الدؤلي
قصة “أبي الأسود الدؤلي”، علم شهير للغاية في النحو وقد كان من التابعين ولكنه للأسف كان من المعدودين في البخل؛ وذات يوم جاءه أعرابي وكان حينها بين يدي “أبي الأسود الدؤلي” طعاما قد استحسنه ذلك الأعرابي واستساغته نفسه، أيقن وقتها أن الأعرابي قد تعلقت نفسه بالطعام الذي رآه بين يديه واستحسنه وأنه لا ينوي دعوته إلى طعامه، كما فطن إلى أن الأعرابي سينتهج أكثر من طريقة لحصوله على الطعام.
الأعرابي شرع في قول أحاديث تتطلب الجلوس مع “أبي الأسود الدؤلي” ومآكلته…
الأعرابي: “لقد زرت أهلك”.
أبو الأسود: “هم في طريقك (بمعنى أنك لم تتكبد العناء من أجل زيارتهم)”.
الأعرابي: “لقد وجدت زوجتك حبلى”.
أبو الأسود: “لقد تركتها كذلك”.
الأعرابي: “لقد وضعت زوجتك”.
أبو الأسود: “من البديهي أن تضع، فكل حامل تضع”.
الأعرابي: “لقد وضعت توأما ذكورا”.
أبو الأسود: “لقد كانت والدتها هكذا”.
الأعرابي: “ولكن مات أحد التوأمين”.
أبو الأسود: “لم تكن لتستطيع أن ترضع الاثنين”.
الأعرابي: “ولكن ابنك الآخر قد مات أيضا”.
أبو الأسود: “لقد مات حزنا على أخيه”.
الأعرابي: “كما ماتت أمهما”.
أبو الأسود: “ما كان لها أن تحيا بعد فقدها لابنيها”.
الأعرابي: “طعامك شهي ولذيذ”.
أبو الأسود: “لذلك سآكله كله وحدي”.
? أشعب وأمير المؤمنين
يحكى ان أشعب دخل على أبو جعفر المنصور في مجلسه القى أشعب التحية وجلس إلى جوار أبو جعفر، وكان أبو جعفر المنصور يأكل اللوز والفستق من طبق في يده فألقى أبو جعفر بواحدة من اللوز إلى أشعب.
وقال أشعب: يا أمير المؤمنين «ثاني أثنين اذ هما في الغار»، فألقى إليه أبو جعفر المنصور اثنتين من اللوز.
وقال أشعب: «فعززنا بثالث»، فألقى إليه بثلاث حبات من اللوز.
وقال أشعب: «فخذ أربعة من الطير فصر هن إليك»، فألقى إليه بأربع حبات من اللوز.
وقال أشعب: «ويقولون خمسة سادسهم كلبهم»، فألقى إليه فألقى إليه بخمس وست من اللوز.
وقال أشعب: «ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم»، فألقى إليه بسبع وثمان من اللوز.
وقال أشعب: «وكان في المدينة تسعة رهط»، فألقى إليه بتسع من اللوز.
وقال أشعب: «فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة»، فألقى إليه بعشر حبات من اللوز.
وقال أشعب: «إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين»، فألقى إليه أحد عشر من اللوز.
فقال أشعب: يا أمير المؤمنين اذا لم تعطيني الطبق كله، والله لأقول لك: «وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون»، فأعطاه الطبق كله…
? طرائف الشيخ العريفي
بيوم من الأيام جاء الشيخ الشهير “العريفي” بأرض مصر، وبيوم عودته إلى درياه بالمطار الدولي، وقد كان حاملا للكثير من الكتب الدينية والتي بسببها تأخر عن موعد إقلاع رحلته؛ عرضه أحد المسلمين مناديا إياه باسمه، وما كان متبقيا على إقلاع طائرته إلا القليل من الوقت، أراد هذا الرجل أن يسأله عن شيء ما، فاستحلفه بالله أن ينتظره لمسألة تعنيه بشدة، توقف الشيخ “العريفي” عن رحلته وانتظره ليسأله قائلا: “كنت أبغي الزواج، ولم أجد ما يناسبني من بنات العائلة، وساعدنني إخوتي البنات كثيرا، ولم أوفق في أي من مساعداتهن، فرشحت والدتي لي ابنة أختها التي تعيش بالسعودية..”
استقطعه رجل الأمن بالمطار قائلا: “الطائرة ستفوتك يا سيدي”.
ومازال الرجل مكملا حديثه: “فتزوجتها ولكننا لم ننسجم مع بعضنا البعض، راعيت فيها الله ولكنها أيضا لم توفق معي مطلقا..”
استقطع كلامه الشيخ “العريفي” قائلا: “السؤال يا أخي، ولو أنني أرى أن آخذ رقم هاتفك أفضل وأنفعك بما علمني وقدرني عليه ربي”.
أعرض الرجل وأوضح أن مسألته أكبر من الهاتف، واستكمل كلامه: “عشنا سويا قرابة السنتين ولا أية مبادرة تغيير منها، أتعبتني كثيرا يا شيخ، لم تتأقلم على وضعنا ولا طريقة عيشنا مطلقا..”
رد عليه الشيخ قائلا: علمها طرق عيشكم وطبعها عليها”.
الرجل: “انتهجت معها كل شيء، جعلتها تخالط إخوتي البنات، علاوة على أني استكملت لها تعليمها الجامعي، ولا شيء يجدي معها نفعا، حتى أنني حملتها إلى الذهاب إلى السوق ولكنها لم توقن شراء أي شيء”.
الشيخ: “لا تجد لها حلا؟!”
الرجل: “استنفذت معها كل قواي، ولا أحتمل”.
الشيخ: “يعز علي قولا أن أقول لك طلقها”.
الرجل: “ألم أخبرك أنا؟!”
الشيخ: “بماذا؟!”
الرجل: “ألم أقل لك أني طلقتها من ستة أشهر!”.
? قصة جحا والزواج
في يوم من الأيام قرر جحا أن يتزوج، وبالفعل قام بِخطبة فتاة جميلة من فتيات القرية، وبدأ في بناء منزل واسع يسعهُ هو وزوجتهُ وأهلهُ، وبعد أن اكتمل المنزل، جاء بالنجار ليقوم بتركيب خشب الأرض والسقف.
وتوجه جحا إلى النجار وطلب منهُ أن يقوم بتركيب الخشب الخاص بالسقف في أرض الحجرة، بينما يُركب خشب أرض الحجرة في السقف، تعجب النجار بشدة من طلب جحا، وقال له : وما السبب وراء ذلك، فأجابهُ جحا: أنك لم تسمع المثل القائل بأن المرأة إذا جاءت لمكان جعلت عالية واطية، فبعد الزواج تأتي الزوجة فيتعدل الخشب إلى وضعهِ الصحيح….
? الخليفه والشاعر
يُذكر أنّ خليفةً أنشد قصيدة
أمام مدعوويه وحاشيته، وكان بينهم شاعر، فبعد أن انتهى الخليفة من إلقاء قصيدته التفت إلى الشاعر وسأله: هل أعجبتك القصيدة يا شاعر؟ أليست بليغة؟ فأجابه الشاعر: لا أشم بها رائحة البلاغة والله! فغضب الخليفة وأمر أن يُحبس هذا الشاعر في الاصطبل مع الخيول والحمير، فظلّ الشاعر محبوساً في الاصطبل شهراً كاملاً، ولمّا أُفرج عنه الخليفة وعاد إلى مجلسه عاد الخليفة إلى إلقاء الشعر، وقبل أن ينتهي من الإلقاء نهض الشاعر وهمَّ بالخروج من المجلس خلسة، فلمحه الخليفة ثم سأله: إلى أين يا شاعر؟ فأجاب الشاعر: إلى الاصطبل يا مولاي!..
? رجل يشكو أبنه
من طرائف العرب جاء رجل إلى
أحد القضاة يشكو ابنه الذي يعاقر الخمر ولا يصلي، فأنكر الابن ذلك! فقال الرجل: أصلح الله القاضي، أتكون صلاة بلا قراءة؟ قال القاضي: يا غلام، تقرأ شيئاً من القرءان؟ قال: نعم وأجيد القراءة.. قال: فاقرأ . قال: بسم الله الرحمن الرحيم علق القلب ربابا بعد ما شابت وشابا إن دين الله حق لا أرى فــيــه ارتيابا فصاح أبوه: والله أيها القاضي ما تعلم هاتين الآيتين إلا البارحة، لأنه سرق مصحفاً من بعض جيراننا !
? عزاء الجصاص لأبنه
دخل ابن الجصّاص على ابن له قد مات ولده ، فبكى ! وقال: كفالك الله يا بنيّ محنة هاروت وماروت. فقيل له: وما هاروت وماروت ؟ فقال: لعن الله النسيان ، إنما أردت يأجوج ومأجوج ! قيل: وما يأجوج ومأجوج ؟ قال: فطالوت وجالوت ! قيل له: لعلك تريد منكراً ونكيرا ؟ قال: والله ما أردت غيرهما…