صرح الباحث والكاتب البريطاني غراهام هانكوك بأن إزالة الغابات السريعة في الأمازون كشفت عن شبكة من المدن الضخمة التي ازدهرت قديما في أكثر النظم البيئية تنوعا في العالم .

وظهر في الأمازون آلاف الهياكل الهندسية الضخمة والتي تم تحديدها عن طريق الرصد الجوي ورادار التصوير الضوئي

ويرجع تاريخ أقدم هذه الهياكل المذهلة من تخطيطات ضخمة للمربعات والدوائر والأشكال ثمانية الأضلاع،  إلى 3500 عام .

ويتماشى عدد من المواقع بشكل مثالي مع الميزات الفلكية. وأوضح هانكوك كيف أن الهندسة معقدة ودقيقة للغاية، وتخبرنا أن الأشخاص الذين كانوا يعملون في الأمازون من ذوي المهارات الهندسية، وأن حجم المواقع يبلغ مئات الأمتار، وهي أعمال حفر عملاقة.

وأضاف: “الأمازون في الأساس عبارة عن حديقة،  غابة مطيرة من صنع الإنسان، إنها بيئة قديمة جدا من صنع الإنسان”.

ووصف كاتب علم الآثار، كيف أظهرت الاكتشافات الجديدة مدنا بحجم لندن في القرن السادس عشر، تنتشر في جميع أنحاء الأمازون قبل أن يهلكها المرض الأوروبي ويخفيها نمو الغابات.

وتدعم هذه الاكتشافات المذهلة شهادة المستكشف الإسباني فرانسيسكو دي أوريانا الذي اجتاز منطقة الأمازون من 1541 إلى 1542 وأفاد بمشاهدة مدن مذهلة وفنون وحرف متقدمة وملايين الأشخاص الذين يعيشون في ثقافة مزدهرة.

ولكن، بشكل مأساوي، يؤكد هانكوك أنه بعد مائة عام، عندما بدأ الأوروبيون الآخرون اختراق الغابة الغامضة، لم يتمكنوا من العثور على هذه المدن، حيث تم القضاء على سكان الحضارة السرية في الأمازون بسبب الجدري.

وأضاف: “دمر الجدري السكان المحليين لأنه لم تكن هناك حصانة ضده، وكان هناك موت كبير، ثم غمرت الغابة المدن”.

ومن المعضلات المحيرة التي أثارها هانكوك هي كيفية استمرار سكان هذه المدن في العيش في تربة الغابات المطيرة التي تفتقر إلى المغذيات

وهو أحد الأسباب التي تجعل مزارع فول الصويا البرازيلية المزروعة في أراضي الغابات المطيرة السابقة تحتاج إلى كميات هائلة من الأسمدة الاصطناعية للحفاظ عليها.

ويدعي هانكوك أن سكان هذه المدن الغامضة اخترعوا تربة للتغلب على هذه العقبة، قائلا: “لقد اخترعوا تربة تسمى تيرا بريتا، أو التربة السوداء الأمازونية. إنها تربة من صنع الإنسان عمرها آلاف السنين ومليئة بالميكروبات التي لا توجد في التربة المجاورة وتحتوي على الفحم”.

وأضاف: “يمكنك أن تأخذ حفنة من تيرا بريتا عمرها 8 آلاف عام وإضافتها إلى التربة القاحلة، وستصبح تلك التربة خصبة على الفور”.

ووصف الباحث كيف كانت هناك أشجار معينة، مثل أشجار الجوز البرازيلية، التي تهيمن على الغابات المطيرة، وهي محاصيل غذائية قيّمة تم اختيارها وزراعتها من قبل الناس الذين شهدوا ازدهارا في الأمازون.

المصدر: إكسبرس