جحا والخروف

كان لجحا خروف وقد رباه وأطعمه حتى كبر وسمن وأصبح لا يقدر على الجري…..
وكان جيرانه كلما رأوه يقولون للشيخ:
– يا ليتك تذبح لنا هذا لخروف لتعمل به وليمة شهيه لنا…..
ويقول جحا لهم:
– يا أبنائي هذا الخروف هو سلوتي.. أترونه كثيرا علي… والله إن كلامكم يؤلمني.
وعندما علموا أن جحا لا يسمح به .اتفقوا فيما بينهم على سرقته، فأخذوه وذبحوه وأكلوا.
ولما علم جحا بما حدث ؛ تظاهر بعدم الاكتراث وراح
يبحث خفية عن الشخص الذي قام بالسرقة، حتى عرفه فأضمر له الانتقام..
وبعد فترة من الزمن كان لذلك الجار نعجة، فأخذها جحا على حين غفلة منه وأكلها..
وكان صاحب النعجة بخيلاً جدا…..
فلما افتقدها ولم يجدها حزن عليها وأطلق لسانه بذكر محاسنها وصوفها الحريري الطويل، وجلدها حتى ظن الكثيرون أن النعجة لا مثيل لها، وأنها من خوارق السعادة.. فكان جحا يتألم لذلك.

وذات ليلة اجتمع الجيران عند جحا وبينهم ذلك الجار، فذکر نعجته و وصف لون صوفها قائلاً:
كان كالثلج بياضا.. والحرير نعومة.. وكانت كالجمال قدرا و کبرا..
فاعترضه جحا وخالفه فيما يدعي.. وأصر صاحب النعجة على كلامه.. واحتدم الجدال.. فلم يكن من جحا إلا أن نادى ابنه قائلاً:
اذهب إلى بيت المؤنة وأحضر جلد هذه النعجة التي يصفها هذا الرجل، وصفها أمامنا لينظر الحاضرون هل شعرها أبيض كما يزعم.. أم هو أسود؟ وهل هي بقدر الهرة أم الجمل، فيظهر للحاضرين الحق ونتخلص من حكاية النعجة التي يصفها وكأنها ناقة صالح…..
وأتى الغلام بالجلد، فأدرك صاحب النعجة أن جحا قد انتقم واستعاض عن خروفه..


قصة جحا ومرق الأرنب
هدية جحا
حمل إليه أحد الفلاحين أرنبا على سبيل الهدية، وكان يشتهي لحم الأرانب من زمن بعيد ففرح به فرحا عظيمًا،وقال لنفسه يجب أن أبالغ في إكرام هذا الرجل فلعله يقدم لنا هدية أحسن من الأرانب.
و مضى أسبوع وكان الأرنب قد صار في خبر کان.. إذ نسيه ونسي صاحبه الذي أهداه إليه.. وإذ به يجد فوق رأسه رجلاً يذكر أنه رآه من قبل.. ولكن من أين.. ومتى كان ذلك؟ فلما سأله عن نفسه قال إنه صاحب الأرنب.. فاحتفى به وأكرمه ظنا منه أن الرجل ما عاد لزيارته إلا لأنه يفكر في أن يحمل إليه عددا من الأرانب.
وحضر أسبوع آخر وإذا بأربعة من الفلاحين يدخلون عليه الدار لم يعرفهم من قبل.. فقال في نفسه.. أن هذه الوجوه لا أعرفها ولا يطيب لنفسي أن أعرفها.. وسألهم عن شأنهم فقالوا إنهم جيران صاحب الأرنب. وقال في نفسه مرة أخرى: “لا شك أنهم قد سمعوا عن إكرامي للرجل فهم يريدون أن يعرفوا طريق بيتي، ليحملوا لي هدايا من الأرانب فلا بأس من إكرامهم والتكفل بكل نفقاتهم..”.
ومر أسبوع ثالث وإذ بثمانية من الفلاحين يقتحمون عليه الدار، فنهض من مكانه فزعا وقال لهم:
من أنتم.. وما شأنكم؟
فقالو في صوت واحد ..نحن جیران جیران صاحب الارانب..
فقال جحا هاشا باشا..
لا بأس في داركم حللتم، وعلى أهلكم نزلتم.. ثم نهض فأحضر إناء كبيرا وملأها ماء ساخنا، ثم حملها ووضعها بين أيديهم قائلاً: دونكم الطعام أيها الأصدقاء فكلوا ما تشتهون.
فنظروا إليه متعجبين وقالوا: ماهذا يا جحا..؟
فقال : ألستم جيران جيران صاحب الأرنب.
قالوا : نعم نحن جيران جيران صاحب الارنب.
قال : وهذا مرق .. مرق الارنب
جحا بائع الحرير
قالت زوجة جحا : خذ هذا الحرير وبعه لنا فى السوق.
قال جحا: اطمَئنی فانی سوف اتی لك بِمَبْلغ كبير ثمنا له.
وقف جُحا في السوق يبيع الحرير، فأراد أهل الطمع ان يشتروه بثمن بخس.
فعمدوا الى الحيلة
وقال احدهم :يا جحا هذا الحرير غير جيد ، ولا يستحق هذا الثمن الذى تطلبه
أدرك جُحًا غاية التُجّار،
فقال فی نفسه : ماداموا یلحون
فی شرائه هکذا، فائه یجدر بی ان اعاملهم بنفس الاسلوب
الذی یتعاملون به ، وذهب من السوق.
عاد جحا الى البيت ،وقال لزوجته : هاتى الاحذية القديمة التى عندك بسرعة.
تعجبت زوجته وقالت : اراك قد عدت بالحرير؟
ما الخبر يا جحا ؟
قال :سادبر امري مع هؤلاء الطماعين .
جَمَعَت زوجةً جحا الأحذية القديمة التى لديها وفك جحا لفة الحرير وشرع فى وضع الأحذية ،داخل الحرير.
قالت زجته : ولماذا تفعل ذلك ؟
قال : لكى يصبح لفة كبيرة
اعاد جحا لف الحرير ؛ وبداخله الاحذية فصار كانه مغزل كبير :وقال هكذا استطيع ان احصل على ثمنه الحقيقي.
ذهب جُحَا بالحرير إلى السوق ، فلمّا رَآهُ التجَارُ تَجمَّعوا حوله ، وقدّم أحَدُهُمْ ثمَنا تافها . وقال آخر : يا جحا هذا النوع من الحرير غير مطلوب ، فوافق على بيعه له
قال غيره : إننا لا نستطيع أن نشترى منك بأكثر من هذا الثمن الذی حدّدهٔ لك .
فكر جُحا وقال في نفسه : هذا الثّمن بنسبة الحرير إلى الأحذية القديمة مُناسبا ، ثم قال المشتری : هيا اخرج كيسك ، وعد الثمن .
اشتبه المُشترى ، وشك فى الأمر. أيبيع جُحا كل هذا الحرير بهذه القيمة ؟
وسال جُحا هل هذا الحرير شغل أهل بيتكم ؟ آخشی آن یکون فیه شیء؟
قال جحا بكل جد : فيه احذية .
ضحك المُشترى وقال : يا لك من رجل مهزار ؟
وقال آخر : أخذية بالحرير ها. ها . ها.
اخرج المشتري كيسه ، ونقد جحا، واخذه جحا فرحا .
وعندَ مَا فحص المشترى الحرير ، وحلة من اللف رأى فيه اخذية كثيرة فذهب لبيت جحا ،
وقال له : أيليق بك أن تقول لي ليس في الحرير شيئا؟ وتغشنى.
قال جحا ضاحكا: لو كنت نصحتنى بدفع
الثمن الحقيقى . وعدم محاولة الخداع : والعمل .
على اخذ الحرير منى بالحيلة بعذ أن بذلت زوجتى فيه نور عينيها مافعلت ذلك معك وإننى لم أكذب عليك ، وقد قلت لك : فيه احذية ، فلم أغشك و انت قد اشتریته علی حاله .