
من أجمل قصائد البردوني
ماذا عَن القوم؟! لا عادُوا، ولا وَصَلُوا
ولا عَلِمنا بأيِّ الأرضِ قد نَزَلوا ..
هل أحرَزوا النصر؟ أين الريحُ تُخبرنا
ما عادت الريحُ بالأخبارِ ترتحل
زادُوا على تَعَبي خَوفاً ومَسكَنَةً
جادُوا عليّ، ألا يا ليتهم بَخِلوا
يا سامُ أَسألُ نفسي مَحضَ أسئلةٍ
أرجو الجوابَ، ولكن تَبخَلُ الجُملُ
يَموت فيها كلامُ الشعر في لغتي
وفي شفاهِ العذارى تُنحَرُ القُبَلُ
ماذا أقولُ لِصنعا حين تسألني
عنهم، أَلَم تَدرِ صنعا أنهم ثَمِلُوا؟
تبكي وتندب قوماً كلما خرجوا
من مَعبرٍ مظلمٍ في مِثلِهِ دَخلوا
كأنهم وسْط نارِ الحرب موقدُها
في الأرض، ما خُلقوا إلا لِيقتتلوا
يا سامُ قُم لترى صنعاءَ منهكةً
طغى عليها الفتى الملعونُ والعِللُ
تدورُ حولَ مفاهيمٍ مُزيفةٍ
كما تَدورُ على العصّارةِ الإبلُ
يا سامُ قُم لِتَرى صنعاءَ مُوجَعةً
تُبدِي الدموعَ، فَتُبدي صَمتَها الدولُ
بكاؤُها اليومَ يُبكي كُلَّ ذي خلدٍ
وخلفهُ نفخةٌ يَرمِي بها الأزلُ
وأنتَ تَسكن في قبرٍ، وتترك ما بَنيتَ،
والأرضُ جرحٌ ليس يندملُ
يا سامُ قُم لترى صنعاءَ، إِنَّ بها
قوماً يزيدون جوعاً كلما أكلوا
ذئبٌ تَذمَّر مِن ظُلم الحياةِ، ومن
جَورِ القويِّ وفي أنيابهِ حَملُ
لا شأنَ لي بعليٍّ أو معاويةً
ولا بمن رفضوا حكماً ومَن قبِلوا
شيخٌ يُفتّش في التوراةِ ليس له
شغلٌ سوى المدحِ في أمجادِ مَن رحلوا
أتى لِيُشبعَ جُوعِي ثم أشبعني
مَوتاً، وها أنذا في القبر احتفلُ
أتى يُضمّد جرحي ثم وسَّعَهُ
نجاسةٍ بلعابِ الكلب تَغتَسِلُ
تقولُ صنعا بأن الحظَّ يكرهُها
وإن دَنَت مِن سبيلٍ أغلِقت سُبلُ
قالت لنا: ذاك ربي، ذاك أكبرُهُم
جهلاً بهم، ثم تابَت بعدما أفلوا
المشتري بائعٌ، والأرضُ واقفةٌ
قل لي لمن تنشد الأشعارَ يا زُحلُ؟
هم يَكذبون عليها كلما نَطَقوا:
نحن العروبةُ يا صنعا.. ونَحن أُولُو
سنَقتل الظلمَ غدراً لا مقارعةً
وحين تؤمِنُ صَنعا تَكفُرُ الحِيلُ
وحين تَسمعُ ما قالوه يُخجلها
سَماعُهُ، والذي قالُوهُ ما خَجلوا
يا سامُ قُم لِترى صنعاءَ أغنيةً
بغى على لحنِها التقليدُ والمللُ
كانت تفوحُ بطِيبٍ ثم حوّلها
إلى دُخَانٍ، وأضحى يُضرَبُ المَثلُ
الداءُ من جهةٍ، والفقرُ من جهةٍ
والشَّرُّ مُنفَتحٌ، والخيرُ مُنقَفِلُ
ما للظفائر يا بلقيسُ تأكلها
نارٌ بها هذه من تلك تشتعلُ
عودي كما كنت أُمّاً كي أعودَ أباً
منك البخور ومني البنُّ والعسلُ
يا مَن يُعلمني نحواً وتَوريةً
تعال أخبِرْكَ ماذا يَصنع البَدلُ
لا تَحسبِ الأرضَ عن إنجابِها عَقِرت
مِن كُلِّ صَخرٍ سَيأتي لِلفِدا جَبَلُ
فالغصنُ يُنبتُ غصناً حين نَقطعه
والليلُ يُنجبُ صبحاً حين يَكتملُ
سَتمطر الأرضُ يَوماً رغم شِحّتِها
ومِن بطونِ المآسي يُولَدُ الأملُ

✒شكراً ، دخلتَ بلا إثارة
وبلا طُفُورٍ ، أو غَرارهْ
✒لما أغرتَ خنقتَ في ….. رجليكَ ضوضـاءَ الإغاره
لم تسلبِ الطينَ السكونَ…. ولم تَرُعْ نومَ الحجاره
✒كالطيفِ جئتَ بلا خُطىً…. وبلا صدىً ، وبلا إشاره
أرأيتَ هذا البيتَ قزماً ….. لا يكلفكَ المهـاره؟؟؟؟
✒فأتيته ، ترجو الغنائم …. وهو أعْرَى من مغاره
ماذا وجدتَ سوى الفراغ ….. وهرّةً تَشْتَمُّ فاره…..
✒ولهاث صعلوك الحروف ….. يَصوغُ من دمِهِ العباره
يُطفي التوقّدَ باللظى…. ينسى المرارةَ بالمـراره
✒لم يبقَ في كُوبِ الأسى…. شيئاً ، حَسَاهُ إلى القراره
ماذا ؟ أتلقى عند صعلوكِ البيوت ،،،، غِنَى الإمَارَه
✒يا لصُّ عفواً ، إن رجعتَ…. بدون رِبْحٍ أو خَسَارَه
لم تلقَ إلاّ خيبةً …….ونسيتَ صندوقَ السجـاره
✒شكراً ، أتنوي أن تُشرِّفنا…… بتكرارِ الزيـاره !!!!؟؟؟؟
? بردوووووووونيات ?ص
عبدالله البردوني يخاطب لصوص الشعوب قائلا :
لماذا لي الجوع والقصر لك ؟
يناشدني الجوع أن أسألك…..
وأغرس حقلي فتجنيه أنت
وتُسْكِرُ من عرقي منجلك…..
لماذا وفي قبضتيك الكنوز ؟
تمد إلى لقمتي أنملك…..
وتقتات جوعي وتدعى النزيه
وهل أصبح اللص يوماً ملك …..
لماذا تسود على شقوتي ؟
جب عن سؤالي وإن أخجلك …..
ولو لم تجب فسكوت الجواب
ضجيج يردد ما أنذلك…..
لماذا تدوس حشاي الجريح
وفيه الحنان الذي دللك…..
ودمعي ودمعي سقاك الرحيق
أتذكر ( يانذل ) كم أثملك…..
فما كان أجهلني بالمصير
وأنت لك الويل ما أجهلك…..
غداً سوف تعرفني من أنا
ويسلبك النبل من نبلك ….
ففي أضلعي.. في دمي غضبة
إذا عصفت أطفأت مشعلك ….
غداً سوف تلعنك الذكريات
ويلعن ماضيك مستقبلك …..
ويرتد أخرك المستكين
بآثامه يزدري أولك…..
ويستفسر الإثم : أين الأثيم؟
وكيف انتهى؟ أي درب سلك….
غداً لا تقل تبت: لا تعتذر
تحسر وكفن هنا مأملك …..
غداً لن أصفق لركب الظلام
سأهتف : يا فجر. ما أجملك….
