تشكو سمر بمرارة أنها في أحد الايام استقلت الباص كعادتها وتوجهت الى مقر عملها وجلست في احد الكراسي وكان خلفها احد الاشخاص و بعدها بدأت تحس بحركة غريبة خلفها عندها التفتت فوجدت يد الشخص يتحسس جسدها  تقول “اصبت بصدمة وخوف ولم اتمالك نفسي عندها بدأت بالسب و القذف لذلك الشخص وقد وقفت معي احد النساء واحد الرجال وانهالوا عليه بالسب و الشتم  عندها اوقف ذلك الشخص الباص و نزل و لم يلتفت او ينطق بكلمة”.

تعاني المرأة اليمنية من ظاهرة التحرش في الشوارع و الاسواق و الاماكن العامة و سائل النقل و المواصلات. و يقصد بالتحرش هنا بأنه أي صيغة من الكلمات غير المرحب بها أو الأفعال ذات الطابع الجنسي التي تنتهك جسد شخص ما أو خصوصيته أو مشاعره، وتجعله يشعر بعدم الارتياح أو التهديد أو الخوف أو عدم الاحترام الإهانة .أو الإساءة أو الترهيب أو الانتهاك وأنه مجرد جسد .

“اصبحت المرأة اليمنية تتعرض للتحرش بشكل شبه  يومي”, تقول ام ماجد “وان على المرأة ان تحسب الف حساب اذا خرجت من بيتها مشوار صغير هي بحاجة ان تقضيه و انه اصبح  لدى المتحرش اساليب جديدة  و دنيئة لم نكن نعهدها من قبل “.

بحسب إحصائية ذكرت خلال مؤتمر اقليمي انعقد في القاهرة عام 2010 لمناقشة قضية التحرش الجنسي قالت ان  نسبة التحرش في اليمن وصلت  إلى 90%، في حين لا توجد إحصائية حقيقة   ومناقشة جريئة على مرأى و مسمع المجتمع  لقضية التحرش .

 يعاني اليمن من ظروف سياسية واقتصادية صعبة جراء الصراع و الحرب التي اكلت الاخضر و اليابس الذي تشهده البلد منذ اكثر من سبع عجاف .و ان غياب السلطة أدى الى ظهور انفلات أمني كبير و تسيب و ضياع لأبسط الحقوق .

تقول هنادي طالبة جامعية ” أن التحرش ازداد بشكل كبير خلال فترة الحرب، نتيجة الفراغ والبطالة في صفوف الشباب الذين لا يجدون ما يشغلون به أوقات فراغهم؛ فليس لديهم “سوى الجلوس على قارعة الطريق و التحرش  بالنساء وبالإضافة  لذلك، غياب القانون الرادع وعدم وجود رقيب أو حسيب يعتبر أيضاً من أهم الاسباب التي ادت الى توسع ظاهرة التحرش وتقول ” الرجال المتحرشون استغلوا غياب القوانين والعقوبات واعتقدوا بأنه لم يعد بيد النساء شيء لمواجهة التحرش  وأن المجال مفتوح أمامهم كي يقوموا بما يحلو لهم خصوصاً في ظل صمت المجتمع و خوفه من العيب “.

تقول ايمان العنسي و هي ناشطة حقوقية : انه  لم تتضمن القوانين اليمنية اي مواد تعاقب أو تجرم التحرش بشكل صريح وواضح . غير أنه يوجد فقط قانون لمعاقبة الفعل الفاضح تتضمنه المادة رقم (273) من قانون الجرائم و العقوبات اليمني. وينص على تجريم أي عمل يسيء إلى الآداب العامة أو الشرف أو القيام بكشف المناطق الخاصة أو التحدث بطريقة مسيئة. وتنص المادة رقم (274) من القانون نفسه على المعاقبة بالحبس لمدة لا تزيد عن ستة أشهر أو بدفع غرامة عن كل من أتى فعلا فاضحا يمكن رؤيته او سماعة من قبل الاخرين .

من جهته يقول عمر وهو موظف في العاصمة: صحيح  أن الرجل هو المسبب الرئيسي  للتحرش نظراً لقلة وعي المجتمع  لكن المرأة هي أيضاً جزء لا يتجزأ من تلك المشكلة حيث ان المرأة هي سبب التحرش بسبب ملابسها الملفتة و المبهرجة  وتصرفاتها التي تجذب الرجل   و يضيف “المرأة هي من تجذب الرجل للتحرش بها من خلال مظهرها وملبسها الضيق  واستخدام العطر بشكل لافت، إلى جانب ضحكتها وطريقة كلامها الجذاب. يجب على المرأة أن تنتبه لكل ذلك وأن لا تتيح لهم فرصة التحرش بها .”

من جهتها قدمت الأخصائية الاجتماعية سماح الفقيه  نصائح للمرأة تتجنب بذلك التعرض للتحرش حيث تقول في ظل غياب الدور المجتمعي الفعال الذي يردع التحرش و المتحرشين قومي انت بالدفاع عن نفسك وذلك بعمل هذه النصائح :

– يجب على المرأة ان تمشي بثقة مرفوعة الرأس بحيث توحي لمن حولها أنها شخصية قوية و انها ليست صيد سهل .

– عليك اختيار اللبس المناسب في المكان المناسب اذا كنت في سوق شعبي عليك ان تلبسي لبس محتشم وغير لافت و في غيره لكي حرية الاختيار .

 اذا  صعدت المواصلات العامة انتقي مقاعد الخلفية حتى وان كان مشوارك قريب .-

– لا تكثري من الالتفات و لا تطيلي النظر الى شخص معين .

– لا تضعي السماعات الهاتف  في اذنيك عند جلوسك في الباص و لا تتحدث على الهاتف فوق الباص  لأنك ستتكلمين بصوت مرتفع عندها سيطمع الذي في قلبه مرض .

– اذا تعرضت للتحرش في وسائل النقل لا تسكتي التفتي و اصرخي بقوة واذا استطعت ان تمسكي يد المتحرش اثناء التحرش فاسحبيها .

– اذا تعرضت للتحرش اللفظي عليك بالرد عليه و سبه  وعدم السكوت عليه  لأنه بذلك سيتطاول عليك وعلى غيرك . – عند مشيك في الشارع عليك ان تكوني مركزة لكل خطوة وحركة تفعليها وعليك ان تتجنبي الازدحام بقدر الامكان و الاختلاط القريب من الرجال في الشارع .