ازدادت حالات ظاهرة الانتحار في اليمن على نحو مرعب ومخيف منذ بدء الازمة السياسية عام 2011 م و حتى دخول اليمن دوامة الحرب و الصراع الدامي بين اطراف النزاع عام 2015 م وحتى يومنا هذا ,حيث كانت تحتل اليمن المركز الرابع عربيا عام 2014 م بنسبة 3.7 حالة انتحار لكل 100 الف شخص وفقا لتقرير اعدته منظمة الصحة العالمي .
وبحسب تقارير رسمية فإن ما يزيد على 50 بالمئة من المنتحرين هم من فئة الشباب، تتراوح أعمارهم بين 19 – 30 عاماً من الجنسين ، ولكن المفجع هو انتشار ظاهرة الانتحار بين اطفال اليمن.
حيث اصبح اطفال اليمن يشاركون الكبار مشاكلهم وهمومهم , حيث لم يكتفي الكبار مايجرعونه للطفل اليمني من الفقر و الجهل و حرمانه من ابسط حقوقه بل انه اصبح الضحية الاولى للمشاكل الاسرية و النفسية و العديد من المشاكل التي تعرض لها الآباء و الامهات بسبب الحرب والفقر والجوع .
حيث انتحرت امرأة في محافظة اب مع ثلاث بناتها بتناول السم بسبب تردي وضعهن المعيشي بعد ان تخلى رب الأسرة عنهن، حسب ما أفاد سكان محليون وكانت تعيش المرأة في دكان صغير استأجرته منذ فترة وتراكمت عليها الايجارات و الديون و لم تستطع توفير ما يسد رمقها هي و بناتها و في ليلة العيد لم تجد ما تلبس صغيراتها الثلاث لتختار ان يكون الكفن لبسهن في يوم العيد .
و في حادثة مشابهة بمحافظة تعز حيثاقدم فتى في العاشرة من عمره على الانتحار شنقا في صباح عيد الاضحى وذلك بسبب عدم تمكن اسرته من توفير كسوة العيد مما اصابه بالإحباط و الكآبة .

و تداولت مواقع التواصل قصة شاب قام بالانتحار هو و رضيعه الذي يبلغ من العمر اربعة اشهر من أعلى جبل في منطقة مناخه محافظة صنعاء وذلك جراء الضغوط المعيشية والنفسية حدثت الحادثة بعدان تشاجر الشاب مع امه و زوجته بسبب عدم تمكنه من توفير العيش الكريم له ولطفله وقال غاضبا (سوف اذهب لأنتحر) فردت عليه احداهن(و من اين سيتربى ولدك )قال (و هذا ولدي الذي تشغلنني به سوف أخذه معي) فاخذ الصغير و انطلق مسرعا الى أعلى منطقة مرتفعة و القى بنفسه وصغيره .
وقد شهدت العاصمة صنعاء محاولة انتحارلثلاثة اخوة ولد وفتاتان تتفاوت أعمارهم من 11 الى 14 سنة حيث اتفق الاخوة الثلاثةعلى الانتحار شنقا وقت الفجر ,إلا ان اهلهم تمكنوا من انقاذ الفتاتان من الموتولكن للأسف قضى الولد نحبه , ويرجع سبب محاولة انتحار الاولاد بعد طلاق الوالدين وانتقالهم الى بيت والدهم ويذكر اقارب الاولاد انهم كانوا يتعرضون لضغوطات و ضرب واهانات و معاملة قاسية من قبل اهل والدهم دفعتهم لاتخاذ قرار الانتحار بحيث حملت امهم المسؤولية الكاملة على الوالد واهله .
و في احدى القصص لمتداولة بين السكان ان فتاة في العاشرة من عمرها اقدمت على الانتحار خوفا من غضب والدها بعد ان قامت بكسر تلفاز منزلهم بغير عمد لتلقي بنفسها من اعلى منزلهم وتلاقي حتفها .

وقد سجلت خلال السنوات الأخيرة ارتفاع حالات انتحار من كافة الاعمار كان ضحيتها أشخاص فقدوا أعمالهمومصادر دخلهم بسبب تداعيات الحرب. وعجز سلطات الأطراف المتصارعة عن دفع رواتب نحو مليون و200 ألف موظف حكومي في القطاعين المدني والعسكري منذ نحو ثلاثة اعوام و تدهورالعملة المحلية وارتفاع الاسعار وفقدان الكثير من المواطنين لوظائفهم . هذا وتفتقر السلطات الرسمية إلى إحصائيات حديثة حولهذه الظاهرة المخيفة
الظروف الإنسانية المأساوية التي أفرزتها الحرب الدامية التي تعصف بالبلاد منذ ثلاث أعوام ، ويؤكد علماء النفس أن الانتحار عادة ما يكون ناتجا عن أفكار قهرية أو اكتئاب أو عوز أو فشل يفضى إلى شعور واعتقاد لدى الشخص المنتحر بان الموت هو اقصر الطرق للتخلص من مشاكل الحياة.
تتعد اسباب انتشار ظاهرة الانتحار بحيثاكد اطباء نفسيين إن “العنف المستوطن والمستمر في البلد يخلق جيلا ضائعا من الأطفال والشبان ما لم نجد طريقة لإحلال الاستقرارفي البلد ”.و يضاف الى الاسباب ضعف الوازع الديني بين اوساط الناس ، و انتشار القدوات السيئة و الفشل في الدراسة و دخول ثقافة الانتحار عبر مواقع التواصل الاجتماعي من بعض المجتمعاتالتي يكون فيها الانتحار أمرا مقبولا ,والوضع الاقتصادي الصعب الذي انعكس سلبا على واقع الأسر ودفع ببعض أصحاب الأسر إلى الانتحار