تتمثل استراتيجية الوقاية الرئيسية من جدري القردة في زيادة الوعي بعوامل الخطر وتثقيف الناس بشأن التدابير التي يمكنهم اتخاذها للحد من التعرض للفيروس. وتجرى الآن دراسات علمية لتقييم جدوى وملاءمة التطعيم للوقاية من جدري القردة ومكافحته. وهناك بعض البلدان التي وضعت، أو تضع حالياً، سياسات لإعطاء اللقاح للأشخاص المعرضين للخطر مثل العاملين في المختبرات وفرق الاستجابة السريعة والعاملين الصحيين.

الحد من مخاطر انتقال العدوى بين البشر
يعد الترصد والتعرف السريع على الحالات الجديدة أمرًا بالغ الأهمية لاحتواء تفشي المرض. وبالنسبة لفاشيات جدري القردة بين البشر، تعدّ المخالطة الوثيقة مع الأشخاص المصابين أهم عامل خطر للإصابة بفيروس جدري القردة. ويعدّ العاملون الصحيون وأفراد الأسرة أشدّ عرضة للإصابة بالعدوى. وينبغي أن يطبق العاملون الصحيون التدابير الاحتياطية النموذجية في مجال مكافحة العدوى عند الاعتناء بمرضى تأكدت إصابتهم بعدوى فيروس جدري القردة أو يُشتبه في إصابتهم بها، أو مناولة عيّنات تؤخذ من هؤلاء المرضى. وإذا أمكن، يجب اختيار الأشخاص الذين تم تطعيمهم مسبقًا ضد الجدري لرعاية المريض.

وينبغي أن يقوم بمناولة العينات المأخوذة من الأفراد والحيوانات المشتبه في إصابتهم بعدوى فيروس جدري القردة، موظفون مدربون من العاملين في مختبرات مجهزة تجهيزاً مناسباً. ويجب تحضير عينات المرضى على نحو آمن لنقلها في عبوة ثلاثية وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية لنقل المواد المعدية.

وليس من الاعتيادي اكتشاف بؤر من حالات جدري القردة في أيار/مايو 2022 في عدة بلدان غير موطونة، دون أن تكون لها روابط سفر مباشرة إلى مناطق موطو نة. لذلك يُجرىالمزيد من التحقيقات لتحديد المصدر المحتمل للعدوى والحد من انتشارها. وأثناء التحقيق في مصدر هذه الفاشية، من المهم النظر في جميع طرق الانتقال الممكنة لحماية الصحة العامة. ويمكن الاطلاع على المزيد من المعلومات عن هذه الفاشية هنا.

الحد من مخاطر انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان
نشأت معظم الإصابات البشرية على مر الزمن عن انتقال أولي من حيوان إلى إنسان. ويجب تجنب المخالطة غير المحمية بالحيوانات البرية، خاصة تلك المريضة أو الميتة، بما في ذلك لحومها ودمها وسائر أعضائها. وبالإضافة إلى ذلك، يجب طهي جميع الأطعمة التي تحتوي على لحوم أو أعضاء حيوانية جيدًا قبل تناولها.

الوقاية من جدري القردة عن طريق فرض قيود على تجارة الحيوانات
وضعت بعض البلدان لوائح تقيد استيراد القوارض والرئيسيات غير البشرية. وينبغي عزل الحيوانات الحبيسة التي يُحتمل أن تكون مصابة بعدوى المرض عن الحيوانات الأخرى ووضعها في الحجر الصحي فوراً. وينبغي أيضاً وضع جميع الحيوانات التي ربما خالطت حيواناً مصاباً بالعدوى في الحجر الصحي ومناولتها في إطار التدابير الاحتياطية النموذجية وملاحظة أي أعراض تدل على إصابتها بجدري القرد على مدى 30 يوماً.

  • ما هي العلاقة بين الجدري وجدري القردة ؟
    تتشابه الأعراض السريرية لجدري القردة مع أعراض الجدري، الناتج عن عدوى بفيروس تم استئصاله من فصيلة الفيروسات الجدرية. وكان الجدري أسرع انتقالاً وفي كثير من الأحيان أكثر فتكاً، حيث بلغت نسبة إماتته 30% من المرضى. وظهرت آخر حالة من الجدري المكتسب بشكل طبيعي في عام 1977، ثم أُعلن عن استئصاله من جميع أنحاء العالم في عام 1980 بعد حملة تطعيم واحتواء عالمية. وقد مرت 40 سنة أو أكثر منذ أن توقفت جميع البلدان عن التطعيم الروتيني ضد الجدري بلقاحات قائمة على فيروس الوقس. ونظرًا لأن التطعيم كان يوفر الحماية أيضاً من جدري القردة في غرب ووسط إفريقيا، فإن السكان غير المطعمين أصبحوا الآن أكثر عرضة للإصابة بفيروس جدري القردة.

وعلى الرغم من أن الجدري لم يعد يحدث بشكل طبيعي، يظل قطاع الصحة العالمي متيقظاً تحسباً لمعاودة ظهوره من خلال آليات طبيعية أو حادث مختبري أو إطلاق متعمد. ولضمان التأهب العالمي في حالة عودة ظهور الجدري، يجري تطوير لقاحات ووسائل تشخيص جديدة وعوامل جديدة مضادة للفيروسات. وقد تكون هذه أيضًا مفيدة الآن للوقاية من جدري القردة ومكافحته.

استجابة منظمة الصحة العالمية
تقدم المنظمة الدعم للدول الأعضاء في الاضطلاع بأنشطة ترصّد الفاشيات والتأهب والاستجابة لها في البلدان المتأثرة بجدري القردة.

المصدر / منظمة الصحة العالمية