هو نوع من أنواع الفيروسات الكلبية
من فصيلة الفيروسات الربدية رتبة الفيروسات السلبية الأحادية
لدى الفيروسات الكلبية تماثل حلزوني ويبلغ طوله حوالي 180 نانومتر وشريحة حوالي 75 نانومتر….

هذه الفيروسات مغطاة وتحتوي على الحمض النووي الريبي وحيد البناء الجين (RNA) بحس سلبي…

*المعلومات الجينية معبأة بروتين نووي رايبوزي معقد والذي يرتبط بإحكام بالبروتين النووي الفيروسي…

*يرمز لجين الحمض النووي الريبي (RNA) بخمس جينات البروتين النووي
(N)، فسفوري (P)،بروتين المصفوفة
(M)، بروتين سكري (G)، والحمض النووي
الريبي البوليميرازي وتعني الإنزيمات المتعددة الفيروسي (L)…

يخضع الفيروس لعمل نسخ متماثلة داخل الخلايا في العضلات
أو الأعصاب…

يتفاعل الجزيئ الثلاثي المدبب على السطح الخارجي لغشاء الفيروس مع مستقبلات معينة للخلايا حيث الأكثر احتمالاً هو مستقبلات أسيتيلكولين (acetylcholine)….

يقوم الغشاء الخلوي بالقرص في موكب معروفة ب “بينوسايتوسيس (pinocytosis)” وتسمح بدخول الفيروس إلى الخلية عن طريق جسيم داخلي ومن ثم يستغل الفيروس البيئة الحمضية لذلك الجسيم ويربطه بغشاءه مطلقاً بروتيناته الخمسة وشريط واحد من الرنا (RNA)
في السيتوبلازم…

يقوم بروتين L بنسخ خمسة أشرطة من الرنا المرسل (mRNA) وشريط موجب القطبية للرنا (RNA) من الشريط الأصلي للرنا سالب القطبية مستعملاً نيكلوتيدات حرة في السيتوبلازم…

ثم تُتَرْجَم هذه الأشرطة الخمسة إلى بروتينات المناظرة لها (P,L,N,G,M) في رايبوسومات حرة في السيتوبلازم…

تتطلب بعض البروتينات تعديلات مابعد عملية الترجمة على سبيل المثال بروتين جي ينتقل عبر الشبكة الأندوبلازمية الخشنة أو المحببة حيث تخضع لعملية الطي ومن ثم تُنْقَل إلى أجسام غولجي حيث تضاف مجموعة السكريات إليها
لتصبح جليكوزيل
عندما توجد كمية كافية من البروتينات فإن الإنزيم الفيروسي سيبدأ بتشكيل خيوط سالبة جديدة للحمض النووي الريبي (RNA) وذلك من قالب الخيط الموجب للحمض النووي الريبي…

هذه الخيوط السالبة ستُشكّل تجمعات من بروتينات N وَP وَ L
وَ M ومن ثُم ستنتقل إلى غشاء الخلية الداخلي حيث يكون بروتين G مضمراً نفسه في الغشاء…

سيلتف البروتين G حول تجمع البروتينات N-P-L-M آخذاً معه بعضاً من غشاء الخلية المضيفة الذي سيُشكّل غلافاً خارجياً جديدًا لجسيم فيروسي…

بعد ذلك يتبرعم الفيروس من الخلية.
من لحظة دخول الفيروس يكون الفيروس موجِّه للعصب…

حيث ينتقل بسرعة عبر الممرات العصبية إلى الجهاز العصبي المركزي ومن ثم إلى أعضاء أخرى. وتستقبل الغدد اللعابية تركيزًا عاليًا من الفيروسات وهذا يسمح بمزيد من التنقل…

العلامات والأعراض

*عادةً تكون الفترة بين الإصابة وبداية ظهور الأعراض المشابهة للأنفلونزا ما بين ( 2 – 10) أسابيع
لكن فترة الحضانة حسب ما تم توثيقه فإنها يمكن أن تكون قصيرة بقدر 4 أيام
أو أطول من 6 أعوام
وذلك يعتمد على مكان وخطورة الجرح الملقّح وعلى كمية الفيروسات التي دخلت…

*بعدها مباشرة تتوسع الأعراض لشلل طفيف أو جزئي و قلق وأرق وارتباك وهيجان وسلوك شاذ وزور (جنون الارتياب أو جنون العظمة) بالإضافة إلى رعب وهلوسة تتطور إلى هذيان…

كما يطلق على داء الكلب أيضاً

“رهاب الماء”
وذلك لأن ضحاياه المصابون بالشلل الموضعي والغير قادرين على الابتلاع عُرف عنهم بالإصابة بتهيّج عند رؤية الماء…

بعد ظهور أول الأعراض فإنّ الوفاة تحدث في الفترة من ( 2 – 10) أيام
فما أن تظهر الأعراض تصبح إمكانية البقاء نادرة حتى مع تعاطي الدواء الخاص والعناية المركزة…

التشخيص

من الممكن أن يكون داء الكَلَب صعب التشخيص ففي مراحله المبكرة يمكن الخلط بينه وبين الأمراض الأخرى
أوالمعدية…

والطريقة المرجعية لتشخيص داء الكَلَب هو
عن طريق تفاعل البوليميراز
المتسلسل (PCR)
أو عن طريق زراعة فيروسية لعينات
من الدماغ تؤخذ
بعد الوفاة…

الطريقة المرجعية لتشخيص داء الكلب هي باستخدام الاجسام المضادة الفلورية (FAT)
والتشخيص المناعي الكيميونسيجي (IHC) كما هو موصى به من قبل منظمة الصحة العالمية (WHO)…

ويمكن أيضا أن يتم تشخيص المرض بشكل موثوق به بأخذ عينات من الجلد قبل الوفاة…

كما يمكن إجراء التشخيص عن طريق عينات اللعاب والبول والسائل النخاعي ولكنها ليست بالغة الدقة…

يشمل الدماغ على أجسام تدعى أجسام النيغري
ويمكن عن طريقها تشخيص عدوى
داء الكلب بنسبة 100% لكنها تتواجد
بنسبة 80%
من الحالات فقط…

وإذا بالإمكان يجب أن يفحص الحيوان الذي تم تلقي القضم منه بداء الكلب…

التشخيص التفريقي في حالة اشتباه بداء الكلَب البشري
قد تتضمن أي مسبب لالتهاب الدماغ وبشكل خاص عدوى الفيروسات مثل الفيروسات الهربسية والمعوية والاربوفيروسات (arboviruses) مثل فيروس غرب النيل…

أهم الفيروسات للاستبعاد

هي فيروس الحلأ البسيط من النوع الأول وفيروس النطاقي الحماقي…

بالإضافة إلى ذلك
ولكن بشكل أقل شيوعاَ الفيروسات المعوية والتي تشمل فيروسات كوكساكية coxsackieviruses والفيروسات الايكويّة (echoviruses) والفيروسات السنجابية (تسمى أيضاَ فيروس شلل الأطفال polioviruses) والفيروسات المعوية البشرية (enteroviruses) 68 إلى 71…

هناك أيضا أسباب جديدة يمكنها أن تسبب التهاب الدماغ الفيروسي كالذي حدث في عام 1999م
حيث انتشرت في ماليزيا 300 حالة مصابة بالتهاب الدماغ بمعدل وفيات بلغ 40% ,وكان سببه فيروس نيباه الذي يُعرف مؤخراً بالفيروسة المخاطانية بالإضافة إلى ذلك يمكن للفيروسات المعروفة تقتحم أماكن جديدة وهذا ما يفسره انتشار التهاب الدماغ مؤخراً بسب فيروس غرب النيل في شرق الولايات المتحدة…

وقد تساعد العوامل الوبائية (مثل المناخ والموقع الجغرافي وعمر المريض وتاريخ السفر وإمكانية التعرض للعضات وللقوارض ولحشرات القراد) في التشخيص المباشر…

إن التشخيص الزهيد لمرض داء الكَلَب سيصبح ممكناً للحالات ذات الدخل المنخفض حيث يمكن تشخيص مرض داء الكَلَب بشكل دقيق بعُشر تكلفة الفحوصات التقليدية وذلك باستخدام التقنيات الأساسية للمجهر الضوئي…

الوقاية

في السابق كانت جميع الحالات البشرية المصابة بداء الكلب تنتهي بالوفاة حتى تم تطوير لقاح في عام 1885 م من قبل لويس باستور
وإميل رو…

وقد استخلص هذا اللقاح من الأرانب المصابة بالفيروس وذلك بإضعاف الفيروس في الأنسجة العصبية ليجف من خمس إلى 10 أيام وما زالت هذه اللقاحات لتستخدم في بعض الدول كونها أرخص من الطرق الحديثة التي تعتمد على زراعه الخلايا المنتجة للقاح…

بدأ لقاح داء الكلب الناتج من مضاعفة الخلايا البشرية في عام 1967م
ويوجد حالياً لقاح جديد ناتج من أجنه الدجاج وهو أقل تكلفة ولقاح نقي يستخلص من خلايا الفيروس وهناك أيضا لقاح مزدوج يدعى
V-RG
تم استخدامه بنجاح في بلجيكا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة للحد من انتشار داء الكلب بين الحيوانات غير الداجنة…

ويتم استخدام التطعيم للبشر وغير البشر حالياً كوسيله للحماية من الفيروس قبل التعرض له…

انخفض عدد حالات الوفاة المسجلّة التي سببها داء الكلب في الولايات المتحدة منذ انتشار تلقيح الكلاب والقطط المنزلية وتطور اللقاحات البشرية الفعّالة والعلاج بالغلوبولين المناعي
من 100 حالة أو أكثر سنوياً في بدايات القرن العشرين إلى حالة أو حالتين سنوياً التي تكون نتيجة لعضات الخفافيش في الغالب ولم تلاحظها الضحية وبالتالي لم تتم معالجتها…

يبيّن التقرير السنوي الخاص بمراقبة الأمراض المعدية
لعام 2007 م
الصادر عن “وزارة الصحة وخدمات كبار السن أنه يمكن التقليل من خطر الإصابة بداء الكلب من خلال اتباع الخطوات التالية…

1- تطعيم الكلاب والقطط والأرانب والقوارض ضد داء الكلب…

2- ابقاء الحيوانات الأليفة تحت الاشراف..

3- عدم لمس الحيوانات البرية
أو الضالّة..

4- الاتصال بالجهات المعنية عند مشاهدة حيوان برّي أو ضال وخاصة إذا كان الحيوان يتصرف بغرابة…

5- إذا عضك حيوان اغسل الجرح بالماء والصابون لمدة 10- 15 دقائق ثم اتصل بمزوّد الرعاية الصحية لتحديد مدى حاجتك لتلقي العلاج الوقائي…

العلاج

ينجح العلاج بعد التعرض بدرجة كبيرة في منع المرض إذا تمت معالجته فورا الذي غالبا ما يستغرق عشرة أيام بعد العدوى…

*غسل المكان المصاب في أسرع وقت ممكن بالصابون والماء تقريبا لخمسة دقائق فذلك يؤثر تماما في تقليل عدد جسيمات الفيروس…

*إذا توفر مطهر قاتل للفيروسات مثل محلول البوفيدين أو صبغة اليود أو محلول اليود المائي أو الكحول (الايثانول) يجب ان توضع بعد الغسل..

*يجب أن تُشطف بالماء جيدا الاغشية المخاطية التي تعرضت للفيروس مثل العين والانف
أو الفم…

*في الولايات المتحدة توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية المرضى بأخذ جرعة واحدة من الغلوبولين المناعي لداء الكَلَب البشري (HRIG)
وأربع جرعات من لقاح داء الكَلَب على مدى 14 يوم…

جرعة الغلوبولين المناعي يجب أن لا تتعدى 20 وِحدة لكل كيلوجرام من وزن الجسم…

الغلوبولين المناعي مكلف ويشكل الغالبية العظمى من مجمل التكاليف لعلاج ما بعد التعرض تصل تكلفتها إلى عدة آلاف من الدولارات…

*يجب أن يتسلل أكبر قدر ممكن من هذه الجرعة حول القضمة مع إعطاء الباقي عن طريق الحقن العضلية العميقة بحيث تكون بعيدة عن موقع اللقاح وتُعطى الجرعة الأولى من لقاح داء الكلب في أسرع وقت ممكن بعد التعرض مع جرعات إضافية في اليوم الثالث واليوم السابع واليوم الرابع عشر من أول لقاح تم أخذه…

المرضى الذين تلقوا تطعيما سابقا قبل التعرض لا تتلقى الغلوبولين المناعي فقط التطعيم في يوم الإصابة واليوم التالي…

اللقاحات الحديثة ذات الأساس الخلوي تشبه لقاح الأنفلونزا من حيث الألم والآثار الجانبية…

التطعيمات القديمة والقائمة على النسيج العصبي والتي تتطلب عدة حقن مؤلمة في البطن بإبر كبيرة تكون رخيصة ولكن يجري التخلص منها والاستعاضة عنها بنظم التطعيم تحت الجلد بأسعار مقبولة من منظمة الصحة العالمية
يجب أن يؤخذ التطعيم داخل العضلات في العضلة الدالّية وليس في منطقة الإلَية التي تؤدي إلى فشل التطعيم نظراً لحقن الشحم عوضاً عن العضلات…

في الأطفال يستخدم جانب الفخذ كما في تطعيمات الأطفال الاساسية.
او الحقن العضلي…