الفلكي محمد عياش :

من المعروف علمياً أن لجاذبية الشمس والقمر تأثيرات عديده على كوكبنا، وخاصةً القمر كونهُ الأقرب إلى الأرض، وتتجسد أهم تلك التأثيرات في توازن ميل الأرض على محورها، وكذلك في حدوث ظاهرة المد والجزر، كما أن لها تأثيرات على حركة السوائل أيضاً في أجسام الكائنات الحيه ومن بينها الإنسان الذي تزيد هذه الجاذبيه من نِسبة ضخ الدم إلى الدماغ وخاصةً كلما كانت مُدة مكث القمر لساعات طويله سواءً من النهار مع نهاية الشهر القمري أو من الليل وعند إكتمالهِ مع ليالي البدر منتصف الشهر القمري، والذي قد يُسامِرُنا حينها طوال ساعات الليل، فتكون القوه الذهنيه عند الإنسان عاليه وأفضل بكثير من أي وقتٍ آخر، فيقل شعوره إلى الحاجةِ للنوم، وقد يُبدع الشُعار أيضاً عند نظمهِم للقوافي والأبيات الشعريه في هذه الليالي؛ وحتى لانخرج من صلب الموضوع.. فإن ظاهرتي الخسوف القمري أو الكسوف الشمسي تحدثان عندما يكون القمر إما في عقدتهِ الهابطه أو الصاعده على مستوى مداره، ووقوعهِ في النقطه التي يوازي البُعد الزاوي لها مركز الأرض، فتزداد وتتركز جاذبية القمر على سطح الأرض وخاصةً على المناطق التي يمر بها مركز ونطاق الخسوف أو الكسوف، إلا أن قوى هذهِ الجاذبيه تزيد بشكل أكثر مع ظاهرة الكسوف، والسبب في ذلك هو لإجتماع جاذبية الشمس والقمر في آننٍ واحد خلال ساعات النهار، والذي قد يزيد ذلك من نسبة الجاذبيه بـ(3.6 إلى 7.9)% عن مقدارها المُعتاد والطبيعي بحسب المسافه التي تبعُد فيها الشمس والقمر عن مركز الأرض، وكذلك نوع الكسوف الذي سيحدث، فكلما كان القمر على مسافه أقرب إلى الأرض وكان هذا الكسوف كلياً، زادت هذه النسبه وزادت في المُقابل معها تأثير قوى الجاذبيةِ السطحيه على حركة السوائل في سطح الأرض، والتي قد تصل تأثيراتها إلى عمق عشرات الكيلومترات من أسفل القشرةِ الأرضيه، وهذا ماقد يزيد من حركة المصهورات البُركانيه وإندفاعها إلى الأعلى عبر الشقوق الموجودةِ في القشرةِ الأرضيه، ويزيد من إحتمالية إرتفاع النشاط البركاني وخاصةً مع البراكين النشطه، ونتيجةً لهذهِ الحركه فقد تؤدي بدورها إلى تزايد النشاط الزلزالي وخاصةً في المناطق التي تتميز قِشرتُها الأرضيه بالضعف وتُصنَف ضمن المناطق النشطه زلزالياً،، وحديثنا عن هذا الموضوع ليس تنبؤاً بحتمية وقوع مثل هذه المُتغيرات والظواهر الجيولوجيه على الأرض مع إقتراب موعد حدوث الكسوف الحلقي المُرتقب للشمس في الـ21 من يونيو الجاري 2020، ولكِنها مُحاوله للتفسير العلمي وراء أسباب حدوثها، لان الدلائل والشواهد على ذلك كثيره وواقعيه ومؤيده لموضوع ومضمون هذا البحث، ولعل أخرها كان مع الزلزالان القويان اللذان ضربا ضواحي ولاية كاليفورنيا الأمريكيه في غضون 48 ساعه، وذلك في الـ5 والـ6 من شهر يوليو العام الماضي 2019م، واللذان أعقبى كسوف الشمس الكلي على أمريكا الجنوبيه بثلاثةِ أيامٍ فقط (الثلاثاء 2/يوليو2019م)، مع ثوران بركان جزيرة سترومبولي في إيطاليا مع صباح نفس اليوم وقبل بِدء حدوث هذا الكسوف الشمسي بساعات قليله، وكذلك حصل الأمر خلال شهر ديسمبر 2019م، مع حدوث ظاهرة الكسوف الحلقي الذي شهدتهُ بعض دول آسيا (الخميس 26/ديسمبر2019م) ووقوع زلازال مقاطعة هوبي في الصين، وزلزال بوشهر في إيران مع نفس اليوم، وكذلك في أغسطس من العام2017م، مع زلزال إقليم سيتشوان في الصين 9/أغسطس2017م، وزلزال جزيرة إيشيا في إيطاليا 22/أغسطس2017م، بعد حدوث ظاهرة الكسوف الكلي للشمس على الولايات المتحدةِ الأمريكيه بيوم واحد فقط (الإثنين21/أغسطس2017م)، كما أعقبهُ بإسبوعين الزلزال المدمر الذي ضرب ولاية تشياباس في المكسيك في الـ7 من سبتمبر2017م.
نسأل من الله أن يُجنِبنا وسائر بلاد المسلمين.. الزلازل والمِحن والفتن، ماظهر منها ومابطن، وأن يحفظنا جميعاً بعين عنايتهِ التي لاتغفل ولاتنام.