
لمحات إعجازية عن أبواب السماء وظلمة الفضاء…
يقول الحق ـ تبارك وتعالى ـ في محكم كتابه:(وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مّنَ السّمَاءِ فَظَلّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ . لَقَالُواْ إِنّمَا سُكّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مّسْحُورُونَ ) (سورة الحجر: الآيتان 15,14 ).وهاتان الآيتان وردتا في سياق الحديث عن عناد ومكابرة كفار قريش لخاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلى الله عليه وسلم.
وتكذيبهم ببعثته, وتشكيكهم في الوحي الذي أنزل إليه من ربه, واتهامهم له بالجنون, وهم أعرف الناس بأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان أرجح الناس عقلا, وأعظمهم خلقا, وأشرفهم نسبا, ولذلك نزلت الآيات في مطلع سورة الحجر لتشيد بالقرآن الكريم, ولتهدد هؤلاء الجاحدين بمشهد يوم عظيم يعاينون فيه أهوال الآخرة فيتمنون لو كانوا في الدنيا قد أسلموا لرب العالمين, وآمنوا ببعثة خاتم الأنبياء والمرسلين وبآيات هذا الكتاب المبين, وبيوم البعث الذي كانوا به ينذرون, وِلُيـَهـَّون على هذا النبي الخاتم – صلى الله عليه وسلم – صلف هؤلاء المتكبرين فتطلب منه أن يدعهم في غيهم يأكلون ويتمتعون, ويشغلهم الأمل بطول الأجل عن التفكير فيما سوف يلقونه من عذاب مهين في الدنيا قبل الآخرة, وذلك جزاء كفرهم وعنادهم وكبرهم.
وهذا التهديد والوعيد من الله تعالى لهؤلاء المجرمين, يتبعه تذكير بمصائر غيرهم من الأمم السابقة عليهم, وبأن الله تعالى لم يهلك أيا من تلك القرى الظالمة التي كذبت بآياته ورسله إلا وجعل لهلاكها أجلا محددا.
وتذكر الآيات تحديات كفار قريش لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – واستهزائهم به وتنكرهم لشرف بعثته حتى طلبوا منه أن يأتيهم بالملائكة ليشهدوا له بصدق نبوته, فيرد الحق – تبارك وتعالى – عليهم بأن الملائكة لا تنزل إلا بالحق, وأن من هذا الحق أن يُدمَّر المكذبون بآيات الله ورسله بعد أن جاءتهم نذر ربهم.
ثم تؤكد تلك الآيات الكريمات على أن الله تعالى هو الذي أنزل القرآن العظيم, وأنه تعالى قد تعهد بحفظه فحفظ, فلا يمكن لمحاولة تخويف أن تطوله, ولا لمؤامرة تبديل أن تصيبه, مهما حاول المجرمون, وتضافر المتآمرون.
وهذا الحفظ الرباني لآخر الكتب السماوية وأتمها وأكملها, في الوقت الذي تعرضت فيه كل صور الوحي السابقة للضياع التام, أو للتحريف والتبديل والتغيير ـ لهو من أعظم المعجزات المبهرة لهذا الكتاب الخالد, وعلى الرغم من ذلك كله فقد كذب به هؤلاء المعاندون. ومن قبيل تهوين الأمر على خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ تذكره الآيات أنه لم يكن منفردًا بجحود قومه, وتكذيبهم, ومكابرتهم, وعنادهم, واستهزائهم, بل سبقه من الأنبياء والمرسلين من تعرضوا لذلك وأشد منه, فاستحقت أقوامهم المكذبة عقاب الله في الدنيا قبل الآخرة.
ومن الغريب أن الجاحدين من الخلق, الذين كفروا بالله, وبملائكته وبكتبه ورسله, في كل زمان ومكان, لم يكن لينقصهم الدليل المنطقي على صدق وحي السماء, وما فيه من آيات بينات, ولكنه الصلف والعناد والمكابرة في مواجهة كل حجة أتتهم, وكل بينة جاءتهم, تماما بتمام كما كان موقف كفار قريش من خاتم الأنبياء والمرسلين, ومما أنزل إليه من قرآن كريم, فتصور لنا الآيات في مطلع سورة الحجر نموذجا صارخا لمكابرة أهل الباطل وعنادهم في مواجهة الحق وذلك بقول ربنا ـ تبارك وتعالى:(وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مّنَ السّمَاءِ فَظَلّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ . لَقَالُواْ إِنّمَا سُكّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مّسْحُورُونَ ) (الحجر 15،14 ).
بمعنى أنه حتى لو فتح الله – تعالى- على هؤلاء المكابرين بابا من السماء, وأعانهم على الاستمرار بالعروج فيه بأجسادهم وكامل حواسهم حتى يطلعوا على بديع صنع الله في ملكوته, وعلى عظيم قدرته في إبداع خلقه, وعلى اتساع سلطانه وملكه, وعلى حشود الخاضعين له بالعبادة والطاعة والتسبيح في خشية وإشفاق بالغين, لشكوا في تلك الرؤية المباشرة, وكذبوا أبصارهم وعقولهم وكافة حواسهم, ولاتهموا أنفسهم بالعجز التام عن الرؤية تارة, وبالوقوع تحت تأثير السحر تارة أخرى, وذلك في محاولة لإنكار الحق من فرط مكابرتهم وصلفهم وعنادهم.!!
وعلى الرغم من كون «لو» حرف امتناع لامتناع, وكون هاتين الآيتين الكريمتين قد وردتا في مقام التمثيل والتصوير لحال المكابرين من الكفار وعنادهم وصلفهم, إلا أن صياغتها قد جاءت ـ كما تجيء كل آيات القرآن الكريم ـ على قدر مذهل من الدقة والشمول والكمال, يشهد بأن القرآن كلام الله الخالق الذي أبدع هذا الكون بعلمه وحكمته وقدرته, وأن خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمـد بن عبــد الله – صلوات الله وسلامه عليه – كان موصولا بالوحي, مُعَلَّما من قبل خالق السماوات والأرض – سبحانه وتعالى.
وأحاول في هذا المقال عرض عدد مما استطعت إدراكه من ملامح الإعجاز العلمي في هاتين الآيتين الكريمتين على النحو التالي:
1- اللمحة الإعجازية الأولى: وقد وردت في قول الحق ـ تبارك وتعالى:(وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مّنَ السماء)مما يؤكد على أن السماء ليست فراغا كما كان يعتقد الناس إلى عهد قريب, حتى ثبت لنا أنها بنيان محكم يتعذر دخوله إلا عن طريق أبواب تفتح للداخل فيه.
والسماء لغة: هي كل ما علاك فأظلك, واصطلاحا هي ذلك العالم العلوي الذي نراه فوق رؤوسنا بكل ما فيه من أجرام, وعلميا : هي كل ما يحيط بالأرض بدءًا من غلافها الغازي, وانتهاءً بحدود الكون المدرك, والذي أدرك العلماء منه مساحة يبلغ قطرها 36 ألف مليون سنة ضوئية (أي حوالي 342×10 21 كيلومتر), وأحصوا فيه أكثر من مائة ألف مليون مجرة من أمثال مجرتنا المعروفة باسم سكة التبانة أو (درب التبانه) والتي أحصى العلماء فيها حوالي 400 ألف مليون نجم كشمسنا, والكون فوق ذلك دائم الاتساع إلى نهاية لا يعلمها إلا الله ـ سبحانه وتعالى.
وقد علمنا مؤخرا أن السماء مليئة بمختلف صور المادة والطاقة التي انتشرت بعد انفجار الجرم الكوني الأول ـ والذي كان يضم كل مادة الكون, ومختلف صور الطاقة المنبثة في أرجائه اليوم ـ وذلك عند تحوله من مرحلة الرتق إلى مرحلة الفتق ـ كما يصفها القرآن الكريم ـ ويقدر علماء الكون أن ذلك قد حدث منذ حوالي العشرة بلايين من السنين.


يخلو القمر من الهواء ولذا تظهر الأرض من سطحه سابحة في الظلام…..
وعند انفجار ذلك الجرم الكوني الأول تحولت مادته وطاقاته المخزونة إلى غلالة هائلة من الدخان ملأت فسحة الكون, ثم أخذت في التبرد والتكثف بالتدريج حتى وصلت إلى حالة من التوازن الحراري بين جسيمات المادة وفوتونات الطاقة, وهنا تشكلت بعض نوى الإيدروجين المزدوج (الديوتريوم ), وتبع ذلك تخلق النوى الذرية لأخف عنصرين معروفين لنا وهما الإيدروجين والهيليوم, ثم تخلق نسب ضئيلة من العناصر الأثقل وزنا. وبواسطة دوامات الطاقة التي انتشرت في غلالة الدخان التي ملأت أرجاء الكون تشكلت السدم (Nebulae ) وهي أجسام غازية في غالبيتها, تتناثر بين غازاتها بعض الهباءات الصلبة, وتدور المادة فيها في دوامات شديدة تساعد على المزيد من تكثفها في سلسلة من العمليات المنضبطة حتى تصل إلى مرحلة الاندماج النووي التي تكوِّن النجوم بمختلف أحجامها, وهيئاتها, ودرجات حرارتها, وكثافة المادة فيها, ومنها النجوم المفردة والمزدوجة, والمستعرات الشديدة الحرارة والنجوم البيضاء القزمة, ومنها النجوم النيوثرونية ( النابضات Pulsars ) ( التي تصل كثافة المادة فيها إلى خمسين بليون طن للسنتيمتر المكعب ), وأشباه النجوم ( التي تقل كثافة المادة فيها عنها في شمسنا ), ومنها الثقوب السود ( التي تصل كثافة المادة فيها إلى مائتي بليون طن للسنتيمتر المكعب ), والثقوب الدافئة, مما يشكل المجرات والتجمعات المجرية, وغيرها من نظم الكون المبهرة.
ومن أشلاء النجوم تكونت الكواكب والكويكبات, والأقمار والمذنبات, والشهب والنيازك, والإشعاعات الكونية التي تملأ فسحة الكون بأشكالها المتعددة, وغير ذلك مما لا نعلم من أسرار هذا الوجود الذي نحيا في جزء ضئيل منه…
وقبل سنوات قليلة لم يكن أحد من الناس يعلم أن السماء على اتساعها ليست فراغًا, ولكنها مليئة بالمادة على هيئة رقيقة للغاية, تشكلها غازات مخلخلة يغلب على تركيبها غازي الإيدروجين والهيليوم, مع نسب ضئيلة جدا من الأوكسيجين, والنيتروجين, والنيون, وبخار الماء, وهباءات نادرة من المواد الصلبة مع انتشار هائل للأشعة الكونية بمختلف صورها في مختلف جنبات الكون…
ولقد كان السبب الرئيسي لتصور أن فضاء الكون فراغ تام هو التناقص التدريجي لضغط الغلاف الغازي للأرض مع الارتفاع عن سطحها حتى لا يكاد يدرك بعد ارتفاع ألف كيلومتر فوق سطح البحر, ومن أسباب زيادة كثافة الغلاف الغازي للأرض بالقرب من سطحها ـ انطلاق كميات هائلة من بخار الماء وغازات عديدة أغلبها أكاسيد الكربون والنيتروجين من جوفها أثناء تبرد قشرتها, وعبر فوهات البراكين التي نشطت ولا تزال تنشط على سطحها, وقد اختلطت تلك الغازات الأرضية بالغلالة الغازية الكونية, وساعدت جاذبية الأرض على الاحتفاظ بالغلاف الغازي للأرض بكثافته التي تتناقص باستمرار بالبعد عنها حتى تتساوى مع كثافة الغلالة الغازية الأولية التي تملأ أرجاء الكون وتندمج فيها…
وعلى ذلك فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن السماء بناء محكم, تملؤه المادة والطاقة, ولا يمكن اختراقه إلا عن طريق أبواب تفتح فيه, وهو ما أكده القرآن الكريم قبل ألف وأربعمائة سنة في أكثر من آية صريحة, ومنها الآية الكريمة التي نحن بصددها (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مّنَ السّمَاء) وهي شهادة صدق على أن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق, الذي أبدع هذا الكون بعلمه وحكمته وقدرته, وأنزل القرآن الكريم بعلمه الحق.
(2) اللمحة الإعجازية الثانية:
وتتضح من وصف الحركة في السماء بالعروج:( فَظَلّواْ فِيهِ يَعْرُجُون) , والعروج لغة هو سير الجسم في خط منعطف مُنْحَنٍ, فقد ثبت علميا أن حركة الأجسام في الكون لا يمكن أن تكون في خطوط مستقيمة, بل لابد لها من الانحناء نظرا لانتشار المادة والطاقة في كل الكون, وتأثير كل من جاذبية المادة (بأشكالها المختلفة والمجالات المغناطيسية للطاقة بتعدد صورها ) على حركة الأجرام في الكون, فأي جسم مادي مهما عظمت كتلته أو تضاءلت لا يمكنه التحرك في الكون إلا في خطوط منحنية وحتى الأشعة الكونية على تناهي دقائقها في الصغر ( وهي تتكون من المكونات الأولية للمادة مثل البروتونات والنترونات والإلكترونات فإنها إذا عبرت خطوط أي مجال مغناطيسي فإن انتشار كل من المادة والطاقة في الكون عبر عملية «الفتق» وما صاحبها من انفجار عظيم كانت من أسباب تكوره, وكذلك كان لانتشار قوى الجاذبية في أرجاء الكون من أسباب تكور كل أجرامه, وكان التوازن الدقيق بين كل من قوى الجاذبية والقوى الدافعة الناتجة عن عملية «الفتق» هو الذي حدد المدارات التي تتحرك فيها كل أجرام السماء, والسرعات التي تجري بها في تلك المدارات والتي يدور بها كل منهما حول محوره.
وأخيرا فان الموضوع طويل وشرح الأستاذ الدكتور. مفصل تماما ويمكنكم الرجوع الى موضوعاته المنتشرة على النت بسهولة..
أ.د. زغلول محمد النجار
أستاذ علم الأرض
وزميل الأكاديمية الإسلامية للعلوم
شرح اخر مختصر للفائدة …? بعنوان ..
(لماذا عرج بالنبي محمد صل الله عليه وسلم من المسجد الأقصى وليس من مكة المكرمة)

لماذا عرج بالنبى من القدس وليس من مكة ،
ولماذا يصعد المكوك الفضائى الروسى من كازاخستان وليس من روسيا رغم التكلفة العالية جدا ماديا ؟؟؟؟
أكد الدكتور علي منصور كيالي الباحث و الفيزيائي السوري:-
أن أبواب السماء ذات حراسة مشددة لا يستطيع مردة الجن و الشياطين المرور من خلالها …
بينما يستطيع رواد الفضاء الولوج من خلالها تسهيلاً منَ الحقً سبحانه لعـالَـم الأنس حتى يريهم آياته العظيمة في الآفاق كما أشارت إلى ذلك الآية الكريمة، و أوضح أن السماء ليس فضاء مفتوحاً ، كما يعتقد البعض و إنما فيها [ أبواب ] لا يمكن العـروج إلاّ من خـلالها .
:: و يقول الدكتور الكيالي :
و لذلك أنا حالياً أعـدّ برنامجاً تلفزيونياً سوف يكون الأول من نوعه في العالم ، أقوم من خلاله بدعوة [ الجانب الآخر ] بالحوار العلمي…
لأن الجانب الآخر يحتاج الى حجة علمية و ليس الى نصـح و إرشاد فقط ، و سوف اخاطبج مباشرةً الاتحاد السوفييتي و هي دولة عظمى و أقول لهم : إنّ بلادكم دولة عظمى ، و لكنها عندما تريد الذهاب الى الفضاء لماذا تذهب الى جمهورية كازاخستان ؟ !!!!!
- الى مركز [ بايكانور ] بكازاخستان و دولتكم قادرة على بناء قاعدة جوية …
فلماذا لم تطلع المركبات من الاراضي السوفييتية مباشرة و السماء مفتوحة أمامها ، و في كل رحلة عليها أن تأخذ إذناً من دولة أخرى و تدفع مائة مليون دولار عن كل رحلة ؟ !!! ، فسوف يكون الرد : إن فوق الاتّـحـاد السوفييتي لا يوجد [ بـاب ] الى السماء ….
مضيفاً : إنّ من الأمور التي هيّـأهـا الحقّ سبحانه لي حتى أتثبت من هذه المعلومة ، أنه عندنا من الجنسية العربية رائدا فضاء أحدهما سعودي الجنسية ، و الآخر سوري من حلب و هو اللواء محمد فارس ….
و هو صديقي الشخصي فعندما سألته : لماذا ذهبتم الى كازاخستان؟!!!!!
فقال : إن الروس قالوا لنا لا يوجد فوق أراضيهم [ باب ] الى السماء رغم المساحة الكبيرة لدولتهم.
و أضاف : و إذا ما انتقلنا إلى أوروبا سنخاطب برنامج الفضاء الأوروبي ، إمّـا عن طريق الأقمار الصناعية أو بزيارة إلى عندهم و نسألهم : لماذا تذهبون إلى الأرجنتين إلى [ جويانا الفرنسية ] لكي تصعد إلى الفضاء ؟ !! ، سوف يكون الرد : أن أوروبا كاملة لا يوجد فيها بـاب إلى السماء ، فهم يضطرون إلى أن يحملوا صاروخهم في البحر بحراسة مشددة و بتكاليف باهظة لكي يذهبوا الى جويانا الفرنسية عند الارجنتين…
و يتابع حديثه قائلً : و اذا ما انتقلنا إلى أمريكا و هي دولة عظمى نلاحظ أنّ مركز إطلاق السفن الفضائية بجزيرة [ ميريت ] بالمحيط الاطلسي ، و غالباً ما يتأخر اطلاق المكوك لوجود العواصف الرعدية …
و تأخير الرحلة كما هو معلوم له تبعات مالية و إعادة حسابات فنقول لهم : عندكم صحراء [ نيفادا ] و هي صحراء تندر فيها الامطار و لا يوجد فيها غيوم اطلاقا ، فسوف يكون الجواب : إنه لا يوجد هناك [ باب ] إلى السماء ، و هنا سأقدّم قرآني الكريم الذي يقول : (وَ لَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ) الحجر 14 ، بهذا العلم و بهذا الحوار العادي و المنطقي فأقول له : هناك آية في القرآن الكريم نزلت منذ أكثر من 1400 عام تقول أن السماء ليست فضاءً مفتوحاً ، ففي سورة النبأ :(وَ فُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا ) النبأ 19…
فالمنطق أنه لا يوجد أحد يفتح باب داخل الفراغ ، فالسماء بالنسبة لنا هي فراغ ، مشيراً الى أن أول من اكتشف هذه الحقيقة هم الجن ، حيث يقول الحق سبحانه على لسانهم : (وَ أَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَ شُهُبًا) الجن 8 …
و الحرس يكون على الأبواب ، فهناك ما يسمى [ المطر الشهبي ] حيث يضرب الأرض حوالي عشرة آلاف نيزك في الساعة ، لكن بعض المساحات ليس فيها مطر شهبي و هذه تسمى [ أبواب ] ، لكن عليها حرس حتى لا يمرّ من خلالها الجن و مردة الشياطين ، فعلى ارتفاع 80 كيلومترا من الأرض يبدأ [ المطر الشهبي] …
و أضاف قائلاً : بناء على ما سبق فقد علّقت على «قفزة فيلكس» و التي شاع أنه قفزها من على إرتفاع 80 كيلومترا ، و ذلك عبر لقاء معي من تلفزيون دبي الرياضية ، فأكدّت لهم أن ذلك ليس ممكناً أبداً ، حيث أن طبقات غلافنا الجوي : ( وَ بَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا ) النبا 12 ،
يصل الى ارتفاع أربعمائة كيلومتر، و على ارتفاع ثمانين كيلومتر يبدأ [ الرجم الشهبي ] ، فهذا الرجل إذا وصل الى هناك لن يعود ، فلما قابلته في دبي قال لي : إن القفزة كانت من ارتفاع أربعين كيلومترا و ليس من ارتفاع ثمانين كيلومترا ، و قد اعترف فيليكس بهذه الحقيقة ، و قد صححنا هذه المعلومة التي كانت فيها شيء من المغالطة.
حراسة مشددة :
و أوضح أن من خلال تلك [ الأبواب ] هناك شهب تقوم بعملية الرصد، و ليس الرجم العشوائي ، و قد جاء القرآن الكريم بهذه الدقة العلمية : ( وَ أَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا ) الجن 9 ، فإذن الشهاب يقوم بعملية [ الرصد] ، و يقول الحقّ سبحانه : (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ) الصافات 10 ، فكيف الإنسان يعبر هذه المنقطة بمكوك فضاء بينما المارد و هو شيكان الجن ، و هو جسم غير المرئي يجد له شهابا رصداً ؟
موضحا أن ذلك هو إذْنٌ إلهيّ للبشرية ، حيث يقول الحقّ سبحانه : ( سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ) فصلت 53 ، و هذا دليل علمي متطور جداً ، فالله سبحانه على كل شيء قدير ، فلماذا تمّت عملية [ المعراج ] من فوق القدس و لم تتم من مكة مباشرة ؟ !! ، مشيراً الى أنّ هناك [ بابٌ ] إلى السماء من فوق القدس ، و لم تكن تلك الابواب موجودة في سماء مكة ، ..
و أشار إلى أنّ هناك سورة تسمى [سورة الاسراء ] ، فالإسراء كما هو معلوم هي [ الحركة الأفقية ] ، و المعراج هو [ الحركة العمودية ] ، موضحاً أن الله سبحانه و تعالى رفع اثنين من أنبيائه الكرام منَ القدس
و هما سيدنا عيسى و سيدنا محمد عليهما الصلاة و السلام ، وحتى أثناء عودة سيدنا محمد كانت أيضا من السماء إلى القدس أوّلاً ، و لم تكن إلى مكة المكرمة مباشرة ، و هذا لكونه بشر : (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ) فصلت 6 .
و أوضح أنه ثبت علمياً أنّ السماء فيها [ أبواب ] ، و لا يمكن العروج إلاّ من هذه الأبواب التي [ أذِنَ الله سبحانه ] للعروج من خلالها .
فمن خلال هذه الأدلة العلميــة سوف نقوم بزيارة إلى موسكو و سوف نتحاور معهم بهذه الشفافية و سوف نقدم ديننا الحق ، بأسلوب علميّ للعالَم قاطبةً ..