وكالات – يستهلك جسم الإنسان الطاقة أثناء الاستحمام بالماء الساخن، ولكن هل يعني هذا أن ذلك يساهم في إنقاص الوزن؟

هذا السؤال ورد لصحيفة ليبراسيون الفرنسية من شخص قرأ عن الموضوع في مجلة اعتمدت على دراسة طبية بريطانية تقول إن رش ماء بدرجة حرارة 40 لمدة ساعة في الحمام سوف يحرق ما معدله 126 سعرة حرارية، أي ما يعادل تقريبا 30 دقيقة من المشي (تحرق 140 سعرة حرارية).

ونبهت ليبراسيون إلى ضرورة الحذر من الاعتماد على دراسة واحدة، خاصة إذا كانت تدافع عن وجهة نظر غريبة، وتقوم على تجربة لا يتجاوز عدد المتطوعين فيها 14 شخصا، كما أنه على المرء أن يلاحظ ما تمثله 140 سعرة حرارية من 2000 سعرة حرارية يحتاجها البالغون في المتوسط كل يوم.

ويقول البروفيسور فيكتور لودينغين إن القول بأن الحمام الساخن يساعد على إنقاص الوزن هو استقراء موسع لنتائج تلك الدراسة، مضيفا “يجب أن نكون حريصين على عدم إقناع الناس بأي كلام”.

وإلى هذا المعنى ذهب مدير مختبر الأبحاث في المركز الأوروبي لدراسة مرض السكري كريم بوزكري الذي يقول إنه لا يمكن استنتاج أن الحمام الساخن ينقص الوزن.

وركزت الدراسة على مقارنة إنتاج بعض الجزيئات لدى الأشخاص الذين يقومون بنشاط جسدي وغيرهم ممن يأخذون الحمام، مؤكدة أن ارتباط الأمر بالوزن أو النحافة تأويل بعيد.

ويقول بوزكري إن تغير درجة الحرارة الخارجية يفرض على الجسم إعادة تنظيم درجة حرارته وبالتالي يستهلك الطاقة، مضيفا أن كون نشاطين يحرقان القدر نفسه من السعرات الحرارية لا يعني بالضرورة أن لهما التأثير ذاته على الجسم.

وفي الحقيقة إن اعتبار الجسم البشري آلة لحرق السعرات دون أي اعتبار لما يقوم به الجسم ودون تمييز لتعامله مع كل الأطعمة على اختلافها، هو تبسيط غير دقيق لعمل جسم الإنسان.